رصدت جولة "الوطن" في أديس بابا، فجوة زمنية في عملية استقدام العاملات المنزليات من إثيوبيا إلى المملكة، فبمجرد سفر المستقدم إلى تلك البلاد لإختيار وجلب عاملة منزلية، يستطيع أن يقتصر المدة الزمنية المحددة من قبل مكاتب الاستقدام المحلية ب6 أشهر، خلال سفرة واحدة لا تتجاوز مدتها عشرة أيام، وبالتكلفة نفسها التي تشترطها المكاتب المحلية. وبحثت "الوطن"، مسألة الفجوة الزمنية، حيث تشترط المكاتب السعودية للاستقدام على المكاتب الإثيوبية أن موعد وصول العاملات المنزليات لا يتعدى 45 يوماً، وفي حال عدم التزام المكاتب الإثيوبية بالمدة الزمنية تغرم ب30 ريالاً عن كل يوم تأخير، في حين تسعى المكاتب لإرسال عمالتها خلال ال45 يوماً خشية الغرامة، علماً أن المكاتب تقوم بإنهاء إجراءات سفر عاملاتها خلال مدة لا تتعدى الشهر من تاريخ طلب المكتب السعودي واختياره للعاملة. والتقت "الوطن" بعضا من السعوديين في العاصمة أديس أبابا حضروا لاستقدام عاملاتهم المنزليات بأنفسهم، مؤكدين أن تكاليف السفر وجلبهن معهم إلى المملكة لا تتجاوز ما يطلبه أصحاب مكاتب الاستقدام المحلية منهم، بالإضافة إلى أن مدة وصولهن تكون خلال 10 أيام، في حين يؤكدون على أنهم يصطحبون عاملاتهم معهم إلى المملكة في حال توفر حجز من خطوط الطيران. وكشفت جولة "الوطن" في العاصمة الإثيوبية عن التكاليف الفعلية لأسعار الاستقدام التي لم تتجاوز 950 دولارا لوصولهن للمملكة، وبحسب العقود المبرمة بين الجانبين المكاتب المحلية ومكاتب إرسال العمالة المنزلية في الخارج فإن موعد وصولهن لا يتعدى 45 يوماً، بالإضافة إلى غرامة مالية عن كل يوم تأخير حدد ب30 ريالا. وحاكت "الوطن" هذه الرحلة بالسفر إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وهي الرحلة التي تبدأ بتأشيرة دخول وتستغرق يومين من قنصلية إثيوبيا في الرياض أو جدة، وصولاً إلى استعراض اقتراحات عدة للحصول على العاملة. وحصلت "الوطن" على عقود لبعض مكاتب الاستقدام في السعودية مرتبطة مع مكاتب إرسال العاملات المنزليات في أديس أبابا توضح أن أغلبها مرتبطة بعقود لم تتجاوز تكاليف إرسالهن إلى المملكة ب700 دولار للعاملة المنزلية الواحدة وبفارق كبير عما تطلبه مكاتب الاستقدام المحلية حيث تشترط 1700 دولار للعاملة الواحدة، بالإضافة إلى مدة وصول إلى المملكة لا تتجاوز ال45 يوماً مع إضافة غرامة تأخير على مكاتب إرسال العاملات المنزليات عن كل يوم تأخير 30 ريال، وفي الوقت ذاته تضع المكاتب المحلية مهلة وصولهن إلى 3 أشهر. ومن خلال جولة قامت بها "الوطن" بين مكاتب إرسال العاملات المنزليات، أوضح صاحب أحد المكاتب في أديس أبابا عبدالعزيز شكر الله أن مكتبه مرتبط مع أحد مكاتب الاستقدام في العاصمة السعودية الرياض بعقد لإرسال العاملات المنزليات في مدة لا تتجاوز ال"45" يوماً، بالإضافة إلى غرامه مادية تصل إلى 30 ريالا عن كل يوم تأخير، مشيراً إلى أن أغلب مكاتب إرسال العاملات المنزليات في أديس أبابا تسعى إلى إنهاء إجراءات العاملات قبل الموعد المحدد لكي لا تقع في الغرامات. وأكد شكر الله في حديثه إلى "الوطن" أن تكلفة إرسال العاملات المنزليات إلى المملكة تختلف حسب العقد المبرم مع مكاتب الاستقدام إلى المملكة، وأنها تتراوح بين 700 إلى 950 دولارا. وأشار شكر الله إلى أنه بعد قرار السعودية إيقاف الاستقدام من دولتي "الفلبين، وإندونيسيا" تضاعفت طلبات الاستقدام من إثيوبيا لتصل إلى 8 أضعاف، مؤكداً أن عملية إرسال العمالة أنعشت سوق الاستقدام في أديس أبابا. وفي السياق، يؤكد مالكوني "صاحب مكتب إرسال العمالة المنزلية" أن مكتبه يقوم بإنهاء إجراءات عاملته قبل طلب مكاتب المملكة لكي يقوم بإرسالهن قبل المهلة المحددة والمتفق عليها من الجانبين السعودي والإثيوبي بال45 يوماً لكي لا يقع في الغرامات المالية التي يفرضها الجانب السعودي عليهم. ويبين مالكوني أن إجراءات إنهاء العاملة المنزلية تبدأ أولاً من إصدار جوازات سفر لهن وتستغرق م 60 يوماً، مشيراً إلى أن أغلب العاملات يجلبهن من قرى بعيدة عن العاصمة أديس أبابا. وأضاف مالكوني أنه بعد إنهاء إجراء إصدار الجواز تتم عملية إرسال السيرة الذاتية للعاملة المنزلية مرفقة معها الصورة الشخصية على أصحاب مكاتب الاستقدام المرتبط معهم في المملكة للاختيار، مشيراً إلى أنه بعد عملية الاختيار يستغرق إنها إجراءات العاملة بين 9 إلى 20 يوماً، وتشمل مراجعة مكتب العمل في 3 أيام ومركز الشرطة لإجراء البصمات للتأكد من خلو سجل العاملة من أي جريمة والتي تأخذ 3 أيام لإنهائها، بالإضافة إلى إجراءات السفارة لمنحهن تأشيرة العمل وتتراوح بين 3 إلى 7 أيام عمل.