طالب مشاركون في ندوة "العرب وأفريقيا العمق الإستراتيجي والوجود الإسرائيلي" بتعميق العلاقة مع دول القارة الأفريقية من خلال عقد مؤتمر القمة العربي – الأفريقي الثاني بعد مرور عقود على المؤتمر الأول الذي عقد في القاهرة مارس 1977، وأكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة الملك سعود الدكتور سرحان العتيبي أن زيارة واحدة للملك فيصل بن عبد العزيز عام 1972 غيرت مسار العلاقات العربية الأفريقية وجمدت علاقات إسرائيل بغالبية الدول هناك، لكن غياب دعم هذا التوجه والمصالحة العربية الإسرائيلية أعادا علاقات هذه الدول بالكيان الصهوني. وطالب العتيبي خلال الندوة التي عقدت ضمن البرنامج الثقافي لمهرجان الجنادرية، بعودة العلاقات العربية الأفريقية من خلال التكامل الاقتصادي، معتبراً أن الربيع العربي فرصة لوصول حكومات لا تصطدم سياسياً بالدول الأفريقية مما قد يساهم في حدوث تقدم كبير في العلاقات بين الكتلتين ويوفر مزيدا من التلاحم بينهما. من جانبه حذر الأستاذ في جامعة نايف الدكتور جلال الدين صالح من الوجود الإسرائيلي في أفريقيا مستشهدا بوجود 600 خبير عسكري إسرائيلي في إريتريا لتسهيل حصولها على أسلحة مختلفة، منها صواريخ ومراكز قيادة متقدمة، وقوة عسكرية إسرائيلية شكلت ميناء عسكريا بالقرب من ميناء مصوع، وحق التواجد في الجزر الإريترية وقت الأزمات، مع إنشاء إسرائيل لقاعدة تجسس على الاتصالات السلكية واللاسلكية على ارتفاع سبعة آلاف قدم في أحد جبال إريتريا. فيما حذر أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة الدكتور ابراهيم نصر الدين من الصورة النمطية التي عممها الغرب لدى العرب عن الأفارقة بأنهم أكلة لحوم بشر ومتوحشون ومتخلفون، وصورة العرب لدى الأفارقة، لزرع الخلاف بينهما من خلال الصورة النمطية أولاً، ثم من خلال النزاعات الإقليمية والحروب، إضافة إلى توطين نحو 950 أسرة صهيونية جنوب شرق نيجيريا. وأوضح أن الخلافات العربية الأفريقية حول الجمهورية الصحراوية التي تدعم حق استقلال الصحراء، والصراع الأفريقي العربي على جنوب السودان، وحق الشعب الإريتري والحرب على جزيرة حنيش وغيرها من الإشكالات كرست انحياز العرب للدول العربية وانحياز الأفارقة للدول الأفريقية وحقوق الشعوب هناك، كاشفاً أن الكتاب الصحفيين في أفريقيا يتحدثون عن التوسع العربي بدخول الصومال وجيبوتي وجزر القمر للجامعة العربية. وأشار إلى أن الدول الأفريقية دعمت قراراً يلغي كون الصهيونية شكلا من أشكال العنصرية ولها علاقات قوية مع إسرائيل، محذرا من تحول الكثير من الدول الأفريقية إلى الكتابة بالحروف اللاتينية بدلا عن الحرف العربي التقليدي في أفريقيا، مما سيتسبب في بعدهم عن الإسلام والقرآن الكريم، وأن تعزيز اللغات الأفريقية على حساب اللغة العربية الأصيلة في أفريقيا نزعة تستحق المواجهة والتعامل معها. فيما بين الدكتور صالح أبو بكر، مؤلف كتاب "العلاقات العربية الأفريقية"، أن القوى الصاعدة كالصين والهند ودول كبرى كروسيا تتنافس على الحصول على فرص استثمارية في أفريقيا مع غياب تام للاستراتيجية العربية الموحدة في العمل الاستثماري والاقتصادي وصولا إلى غياب التنسيق والاستمرارية في الجهد الإنساني العربي الذي يقدم من خلال الصليب الأحمر الذي يستغل ذلك في التنصير والدعوة للصليبية. مشدداً على أن الاستقرار السياسي الحاصل في أفريقيا وغياب الحروب الطارئة وانتهاء أشكال الانقلابات رسخ الاستقرار في كامل أفريقيا وخاصة في القرن الأفريقي، مشيرا إلى أن الاكتشافات النفطية في غينيا وتشاد والسنغال تستدعي التساؤل عن سبب غياب المال العربي للاستثمار في الموارد الطبيعية والمعادن والجواهر والثروات الغذائية والسمكية التي تتميز بها أفريقيا.