كشف رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز عن تنسيق عالي المستوى ما بين جهازه وعدة جهات حكومية وأمنية منها وزارة الداخلية والشرطة الدولية الإنتربول للحد من تسريب القطع الأثرية السعودية إلى خارج البلاد. وشدد الأمير سلطان بن سلمان خلال افتتاحه المعرض الأول للقطع الأثرية المستعادة أمس، على أن تسريب الآثار يعتبر جريمة "سرقة" تستوجب العقاب، وأن الهيئة ترفع للمقام السامي بالعقوبات التي تراها بحق سارقي الآثار على أن تقر من المقام السامي، وقال "العقوبات لن ترحم أحد". وتعهد الأمير سلطان بن سلمان بحماية المواطنين وأقاربهم الذي يمتلكون قطعا أثرية أخذوها من الأراضي السعودية ويسعون لتهريبها للخارج، وقال "الآثار الوطنية ملكية عامة للبلاد وليست ملكية خاصة لمن يجدها، وما تنطلي علينا مقولة أنا حفرت أرض لبناء بيت ووجدت قطع أثرية". وأكد الأمير أن جهازه لا يرغب في فتح باب شراء الآثار لكونها ستفتح الباب على مصراعيه لسرقة الآثار، وأن إجمالي القطع الأثرية المستعادة بلغ حوالي 14 ألف قطعة أثرية من الخارج، وأكثر من 400 قطعة أثرية كبيرة من داخل المملكة ذات أعلى مستويات الأهمية الأثرية للمملكة، وقال "إن إعادة القطع الأثرية تمت طوعاً من المواطنين ولم تتم بعمليات شرائية لها، وإن كافة القطع الأثرية المستعادة لا تقدر بثمن". وأشار إلى أن جهازه سيرسل عينة قطع أثرية سعودية لعرضها في معارض في أميركا لإطلاع العالم أن المملكة ليست بلدا تبتدع مناسبات ثقافية لتلميع صورتها الذهنية للعالم الخارجي. وبيّن أن المعرض الأول تأخر عاما عن الإقامة بطلب من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لإقامته هذا العام ليكون متزامنا مع مهرجان الجنادرية الثقافي، ليحضره أكبر عدد من المشاركين من الخارج والداخل. وفي السياق نفسه، قدم وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني الأمير متعب بن عبدالله مساء أول من أمس مجموعة من القطع الأثرية النادرة للهيئة العامة للسياحة والآثار. وقام باستلام القطع الأمير سلطان بن سلمان بحضور الأمير سعد بن متعب بن عبدالله ونائب الرئيس للآثار والمتاحف بالهيئة علي الغبان. وجاء تسليم الأمير متعب بن عبدالله للقطع الأثرية التي اقتناها تجاوباً مع حملة استعادة الآثار الوطنية التي تقوم بها الهيئة العامة للسياحة والآثار, لعرضها ضمن معرض الآثار الوطنية المستعادة الذي تنظمه الهيئة برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود مساء أمس في المتحف الوطني بالرياض. ووصف الأمير متعب بن عبدالله ما قام به بال"واجب"، لأهمية حفظ آثارنا وإبراز ما تمثله من شواهد على عمق حضارة البلاد، وتشجيعا للحملة التي يرعاها خادم الحرمين الشريفين وأطلقتها الهيئة العامة للسياحة والآثار لاستعادة الآثار الوطنية, مشيرا إلى اهتمامه بتقديمها في هذا الوقت بالذات لتعرض ضمن المعرض الأول للآثار المستعادة الذي يقام تحت رعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين. من جهة أخرى، استقبل الأمير سلطان بن سلمان في مقر الهيئة بالرياض أمس، عدداً من المشاركين العرب والأجانب في الندوة العالمية للآثار المستعادة التي ستقام اليوم ضمن فعاليات معرض الآثار الوطنية المستعادة الذي تنظمه الهيئة برعاية خادم الحرمين الشريفين إضافة إلى عدد ممن أعادوا قطعاً أثرية للهيئة من داخل المملكة وخارجها والذين سيتم تكريمهم في حفل افتتاح المعرض. 4 مواطنين يعيدون قطعا بالجوف الجوف: تيسير العيد تجاوب 4 مواطنين بمنطقة الجوف مع الدعوة التي أطلقتها الهيئة العامة للسياحة والآثار لاستعادة الآثار الوطنية، وأعادوا عددا من القطع الأثرية التي بحوزتهم للهيئة. وأوضح المدير التنفيذي لفرع الهيئة بالجوف حسين الخليفة أن الآثار المعادة هي عبارة عن عملات قديمة، وقناع من الحجر لوجه آدمي، وأحجار منقوشة، وأحافير حجرية، وأوان وأدوات متنوعة. وقال الخليفة إن الهيئة العامة للسياحة والآثار تتقدم بالشكر الجزيل إلى المواطنين الذين أعادوا هذه القطع وقد كرمهم سمو رئيس الهيئة الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز في حفل افتتاح المعرض، تزامناً مع مهرجان الجنادرية وهم: صلاح خالد البخيت وصالح صبيح الشراري وطلال جدوع التميمي وعبدالله سلمان الشرعان. من جانبه، قال نائب رئيس الاستثمار في الهيئة الدكتور صلاح البخيّت: أحد مستعيدي الآثار "إن الآثار ملك الدولة، وهي قضية وطنية أصيلة، يستشعر المواطن أهميتها وقيمتها التاريخية والوطنية، ويكون الحارس الأول لها". لافتاً إلى أنه سلم رئيس الهيئة ثلاث قطع نقدية أثرية تعود لفترة ما قبل الإسلام هي من القطع الموجودة في منطقة الجوف، وقد حصل عليها كإهداء من أحد أقاربه في الجوف.