تفاعل كثير ممن يملكون قطعاً أثرية مع حملة الهيئة العامة للسياحة والآثار لاستعادة الآثار الوطنية، التي أطلقها رئيس الهيئة الأمير سلطان بن سلمان أخيراً، ليسلموها عشرات القطع الأثرية التي تعود إلى فترات زمنية مختلفة، معتبرين استجابتهم لتلك الدعوة واجباً وطنياً لإبراز تاريخ وحضارة المملكة ودورها في الحضارة الإنسانية، خصوصاً أن الهيئة هي الأقدر على حفظ وحماية تلك الآثار، لإبرازها للجميع سواء المواطنين أو المقيمين أو السياح. وذكر المواطن محمد الحمود أنه سلم 25 أثرية مختلفة من آثار منطقة الرياض، وبعضها يعود إلى العصور الحجرية قبل عشرة آلاف سنة، إضافة إلى قطعة يعود تاريخها إلى فترة ما قبل الإسلام، وقطع تعود إلى بداية العصر الإسلامي، ومن أهمها نقش ميلي على درب زبيدة، وعن كيفية الحصول على هذا القطع، قال: «بعض القطع حصلت عليها عن طريق الشراء من المزادات التي كانت تقام في العاصمة، وهي تعود لأحياء مدينة الرياض مثل حي المصانع وحي الحني وحي لبن، وهي أحياء مأهولة حالياً». وأضاف: «ما دفعني إلى تسليم هذه القطع هو دعم وتوجيه خادم الحرمين الشريفين للهيئة لتبني حملة استعادة الآثار الوطنية، حتى يتم عرضها في متاحف المملكة المختلفة، وما يهمني أن يتعرف الناس عليها، لأنها تعكس حضارة وتاريخ المملكة، وأنا أنصح من يمتلكون قطعاً أثرية بتسليمها للهيئة، لأنها هي القادرة على حمايتها والحفاظ عليها، ولا سيما أن قطع الآثار عندما نحتفظ بها في منازلنا لا يطلع عليها أحد، لكن عندما تكون في المتاحف سيطلع عليها المواطنون والأجانب من مختلف الجنسيات». وأشار صاحب متحف المغربي الإدريسي في الرياض عبدالله الإدريسي أنه سلّم الهيئة العامة للسياحة والآثار مجموعة من العملات من عهد الدولة العباسية والأموية، إضافة إلى بعض القطع الأخرى التي لها قيمة تاريخية كبيرة وتعود إلى الفترة من العام 158ه إلى 167ه، لافتاً إلى أنه سلم هذه العملات استجابة لدعوة الهيئة، مهيباً بالمواطنين بتقديم ما لديهم من قطع أثرية وتاريخية. أما المواطن أحمد القحطاني نجل صاحب محل متاحف في منطقة عسير، لفت إلى أنه سلم الهيئة أربع قطع حجر منحوتة تعود إلى القرنين الأول والثاني الإسلاميين، وعليها نقوش، وأن تسليم هذه القطع جاء استجابة لدعوة الهيئة للمواطنين بناء على توجيه خادم الحرمين، مشيراً إلى أنه يأمل من جميع أصحاب المتاحف الخاصة أن يسلموا ما لديهم من قطع أثرية للهيئة، للحفاظ على قيمتها التاريخية. وقال نائب الرئيس للاستثمار والمتاحف في الهيئة الدكتور صلاح البخيّت: «إن الآثار ملك الدولة، وهي قضية وطنية أصيلة، يستشعر المواطن أهميتها وقيمتها التاريخية والوطنية ويكون الحارس الأول لها، ويستشعر أهمية أن تكون الآثار لدى الجهة الحكومية المعنية بحمايتها والاستفادة العلمية والبحثية منها، لافتاً إلى أنه سلم رئيس الهيئة ثلاث قطع نقدية أثرية تعود لفترة ما قبل الإسلام هي من القطع الموجودة في منطقة الجوف، وقد حصل عليها كإهداء من أحد الأقارب في منطقة الجوف، ودعا المواطنين للتجاوب مع دعوة الهيئة لتسليم ما لديهم من قطع أثرية، الأمر الذي يعكس تحضر المواطن وانتماءه الوطني، وحرصه على حفظ تاريخ بلاده. يذكر أن رئيس الهيئة الأمير سلطان بن سلمان أطلق أخيراً حملة استعادة الآثار الوطنية ممن لديهم مجموعات أثرية تخص المملكة في داخل البلاد أو خارجها، ودعا إلى التعاون مع الهيئة في إعادتها والمشاركة بها في معرض الآثار الوطنية المستعادة، بالتزامن مع إقامة المهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية» 1433ه، كما أن الهيئة استعادت نحو 14 ألف قطعة أثرية من خارج المملكة أخيراً، من بينها قطع خرجت خلال الاستكشافات وقدوم الخبراء إلى المملكة، وأخرى مضى على اختفائها 50 عاماً.