إذا كانت دمشق العاصمة السياسية لسورية وحلب مركزها التجاري، فإن حمص هي /مركز صناعي مهم للاقتصاد/ السوري. ويشن نظام الرئيس بشار الأسد منذ الرابع من فبراير هجوما واسع النطاق على حمص بالقذائف والصواريخ. وإلى الغرب والشرق من المدينة تقع مصافي النفط وحقول الغاز وخط تجميع سيارات شركة إيران خودرو وغيرها من الصناعات الخاصة. كما تشكل مدينة حمص مفترق طرق مهما يشهد على سبيل المثال حركة ترانزيت للبضائع التي تصل من المتوسط باتجاه العراق، لكنها الموقع الذي يتركز فيه التوتر الطائفي في البلاد. ومنذ البداية كانت حركة الاحتجاج في هذه المنطقة كبيرة لا سيما بعد اغتيال أحد وجهاء حمص فرج أبو موسى على يد عناصر موالية للنظام، كما يقول معارضون. وتتألف حمص من أحياء سنية وعلوية ومسيحية ومختلطة لكن السكان كانوا يعيشون معا حتى "الثورة". ويقول معارضون إن السلطات "عملت منذ مايو على إذكاء النعرات الطائفية" بعد انطلاق الاحتجاجات. ومن المفارقة، أن الكلية العسكرية في حمص الأولى في البلاد وأسسها الفرنسيون في 1932، هي التي تخرج منها منفذو انقلاب حزب البعث في 1963 وبينهم حافظ الأسد شخصيا، وأيضا عدد كبير من المنشقين عن الجيش الذين يقومون اليوم بحسب المعارضة بحماية المحتجين على النظام.