تتعرض حمص ثالث أكبر مدن سوريا والتي يطلق عليها اسم «عاصمة الثورة» لقصف متواصل منذ أيام لإخضاع مناطق الاحتجاج فيها. وتشكل مدينة حمص مفترق طرق مهمًا يشهد حركة نقل البضائع التي تصل من المتوسط باتجاه العراق. لكنها في نفس الوقت مركز التوتر الطائفي في البلاد إذ تتألف من أحياء سنية وعلوية ومسيحية ومختلطة لكن السكان كانوا يعيشون معا حتى «الثورة»، ويعتبر السنة أنفسهم سكان حمص الحقيقيين. ومنذ البداية كانت حركة الاحتجاج في هذه المنطقة كبيرة لا سيما بعد اغتيال أحد وجهاء حمص فرج أبو موسى على يد عناصر موالية للنظام، ومن المفارقات أن الكلية العسكرية في حمص هى الأولى في البلاد وأسسها الفرنسيون في 1932، وهي التي تخرج منها منفذو انقلاب حزب البعث في 1963 وبينهم حافظ الأسد شخصيًا، وأيضًا عدد كبير من المنشقين عن الجيش.