بيروت - ا ف ب - تتعرض حمص، وسط سورية وثالث كبرى مدنها، والتي يطلق عليها اسم "عاصمة الثورة" لقصف متواصل منذ ايام لاخضاع مناطق الاحتجاج فيها. واذا كانت دمشق العاصمة السياسية لسورية وحلب (حمص) مركزها التجاري، فان حمص التي يبلغ عدد سكانها 1,6 مليون نسمة، هي مركز صناعي مهم للاقتصاد السوري. ويشن نظام الرئيس السوري بشار الاسد منذ الرابع من شباط/فبراير هجوما واسع النطاق على حمص. وعلى الرغم من استياء الاسرة الدولية يقفص الجيش السوري بالقذائف والصواريخ مناطق سكنية في المدينة. وقد قتل مئات المدنيين. والى الغرب والشرق من المدينة تقع مصافي النفط وحقول الغاز وخط تجميع سيارات شركة ايران خودرو وغيرها من الصناعات الخاصة. وتنص الخطة الخمسية التي كان يفترض ان تبدأ في 2011 على اجراءات عدة لضمان ازدهار كبير لحمص. من جهة اخرى، تشكل مدينة حمص مفترق طرق مهما يشهد على سبيل المثال حركة ترانزيت للبضائع التي تصل من المتوسط باتجاه العراق. لكنها الموقع الذي يتركز فيه التوتر الطائفي في البلاد. ومنذ البداية كانت حركة الاحتجاج في هذه المنطقة كبيرة لا سيما بعد اغتيال احد وجهاء حمص فرج ابو موسى على يد عناصر موالية للنظام، كما يقول معارضون. وتتألف حمص من احياء سنية وعلوية ومسيحية ومختلطة لكن السكان كانوا يعيشون معا جتى "الثورة". ويقول معارضون ان السلطات "عملت منذ ايار/مايو على اذكاء النعرات الطائفية" بعد انطلاق الاحتجاجات. ويتحدث هؤلاء خصوصا عن يوم في تموز/يوليو الماضي قتل فيه ثلاثون شخصا من مختلف الطوائف. ومن المفارقة، ان الكلية العسكرية في حمص، الاولى في البلاد واسسها الفرنسيون في 1932، هي التي تخرج منها منفذو انقلاب حزب البعث في 1963، وبينهم حافظ الاسد شخصيا، وايضا عدد كبير من المنشقين عن الجيش الذين يقومون اليوم، بحسب المعارضة، بحماية المحتجين على النظام. ويعتبر السنّة انفسهم سكان حمص الحقيقيين، ولم يستسيغوا وصول العلويين بكثافة الى المدينة والبلدات الجديدة التي احاطت بها، اعتبارا من نهاية الستينات. وهم يعتبرون أن العلويين، الذين يتحدر معظمهم من الارياف الفقيرة، استفادوا من عدد كبير من المناصب في الادارة والمؤسسات العامة.