لم يسد رمق عابري عقبة ضلع بمنطقة عسير قيام وزارة النقل بإنهاء المرحلة الأخيرة من مشروع الطريق، وتقليص معاناة ربع قرن من الزمن بل يتطلعون إلى تحويل طريق العقبة بكامله من طريق مفرد إلى مزدوج مرجعين السبب في ذلك إلى أهمية الطريق الاقتصادية والسياحية على غرار ما تم في عقبة الهدا بالطائف. حوادث السيول يقول المواطن عبدالله بن سعيد القحطاني لا ننكر جهود الدولة عندما قامت بافتتاح العقبة وكان المشروع بالفعل نقلة نوعية في تاريخ الطرق بالمملكة وليس منطقة عسير وحدها إلى أن جاءت السيول المدمرة في عام 1402 وحدث ما حدث من خراب وتدمير للجسور والطرقات وبعد ذلك ظل طريق العقبة دون إصلاح على مدى 25 عاما مما تسبب في وقوع العديد من حوادث المرور القاتلة وما خلفته السيول والأمطار من مآسٍ ، وفي الآونة الأخيرة أتممت وزارة النقل إعادة تأهيل نسبة كبيرة من الطريق وعملت على تلافي العديد من التحويلات والمنعطفات إلا أن التطلعات كبيرة والآمال عريضة لتحويل طريق العقبة بكامله إلى طريق مزدوج يسهم في انسيابية حركة المرور ويحد من مخاطر الطريق ويسهل عملية نقل البضائع على اعتبر أنه طريق دولي وإقليمي مهم. كثافة المركبات ويؤكد المواطن هادي البشري أن الزيادة المضطردة في أعداد سكان منطقة عسير وزوارها أدت إلى زيادة وكثافة أعداد المركبات على طريق العقبة على مدار العام مما يتطلب إعادة النظر في وضع العقبة الحالي والعمل على تحويل الطريق المفرد الحالي إلى مزدوج يحقق تطلعات أهالي وآمال منطقة عسير بصفة خاصة وسالكي الطريق بصفة عامة معتبرا أن تلك الخطوة في حال تحقيقها ستحدث نقلة نوعية في المنطقة . متنفس الأهالي أما المواطن علي بن أحمد مريع فأشار إلى أن عقبة ضلع تعد المتنفس الوحيد لأهالي منطقة عسير لما تشهده من مقومات عدة خلال السياحة الشتوية ولفت إلى أن وضع العقبة بصورتها الراهنة ورغم ما حدث من إصلاحات في الطريق يحد من إقبال الناس عليها ، فنجدهم يضعون أيديهم على قلوبهم عند هطول الأمطار في طرق العقبة خوفا من مخاطر الطريق ولفت بعض السائقين إلى أن ذاكرتهم لا تزال تحتفظ بالحوادث المأساوية التي تقع على طريق العقبة وتزداد حدتها نهاية الأسبوع مما يتطلب الإسراع في ازدواجية كامل الطريق . رافد اقتصادي وسياحي ويؤكد المواطن علي بن مرعي آل مشرف أن عقبة ضلع تمثل رافدا اقتصاديا قويا لما تمثله من همزة وصل بين منطقتي عسير وجازان وارتباطها كذلك بطريق الجمهورية اليمنية الدولي حيث يسلكها آلاف التجار والباعة أسبوعيا لتسويق منتجاتهم في مدن منطقة عسير . ويضيف أن التوجهات السديدة من لدن أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد لتحويل السياحة في منطقة عسير من سياحة موسمية إلى سياحة مستدامة على مدار العام تتطلب من القائمين على الطرق والنقل في بلادنا العمل على سرعة تحويل طريق عقبة ضلع إلى طريق مزدوج كرافد وبنية تحتية مهمة تجعل من انتقال طالبي الدفء من أعالي قمم مدن ومحافظات عسير إلى شواطئ البحر الأحمر عملية سهلة ، وممتعة فضلا عن كون ذلك إنعاشا للسياحة الداخلية . ولفت إلى أن عقبة ضلع تشهد تدفق الآلاف بحلول نهاية إجازة الأسبوع وكذلك إجازة الحج ومنتصف العام الدراسي مما يؤكد أن الحاجة قائمة وماسة لازدواج طريقها . المرور يدعم فكرة الازدواج من جهته أكد مدير مرور منطقة عسير العميد حنش بن عبدالرحمن الشهري أن إدارته تدعم فكرة تحويل طريق عقبة ضلع من طريق مفرد إلى مزدوج على اعتبار أن تلك الخطوة ستسهم إلى حد كبير في خفض أعداد الحوادث المرورية والعمل على انسيابية حركة المرور لافتا في هذا الصدد إلى أن إدارة مرور منطقة عسير تولي طريق عقبة ضلع أهمية خاصة حيث يتم نشر الدوريات على امتداد الطريق بصفة مستمرة، وكذلك نشر دوريات أخرى للمرور السري، ومراقبة الطريق من خلال الرادار ، وضبط المخالفين وصولا إلى الحد من حوادث المرور وتبعاتها. وأشار الشهري إلى أن إدارة المرور شاركت مع عدة جهات حكومية لوضع اللوحات الإرشادية والعلامات العاكسة على امتداد الطريق لاسيما بعد إعادة تأهيله الحد من مخاطر السيول. وفي شأن متصل أوضح مدير عام الدفاع في منطقة عسير العميد عبد الواحد بن عويض الثبيتي أن العناية بطريق عقبة ضلع أمر في غاية في الأهمية سيما وأن الأمطار التي تهطل على امتداد الطريق تتسبب في حدوث بعض الانهيارات التي تشكل خطرا على سالكي الطريق ، معتبرا ازدواج الطريق سيسهم بشكل كبير في الحد من مخاطره لاسيما في موسم الأمطار. ولفت إلى أن إدارة الدفاع المدني في منطقة عسير تخضع طريق العقبة لرقابة مستمرة وتتبادل مع الجهات المعنية المعلومات بشأن أوضاع الطقس فضلا عن تسيير دوريات للسلامة بين الحين والآخر ومسح كافة الأودية وكذلك ما يقوم به مركز الدفاع المدني في قرضة من مباشرة للحوادث . المشروعات المنفذة وأوضح مدير إدارة الطرق والنقل بمنطقة عسير المهندس شرف بن رضا الحسيني أنه تم تخصيص أكثر من مليار ريال لمشروعات الطرق في منطقة عسير في ميزانية العام المالي 1430 - 1431 تشمل تنفيذ 20 مشروعاً يصل مجموعها إلى ما يزيد على 556 كلم متفرقة ما بين السراة وتهامة ومن أبرزها استكمال مشروع عقبة ضلع لافتا إلى أنه خلال الميزانيات السابقة تم تخصيص مبلغ 23000000ريال لاستكمال طريق العقبة بطول 32 كلم فيما تم تخصيص مبلغ ريال99000000 لتنفيذ أعمال المرحلة الثانية من طريق العقبة مشيرا إلى أنه روعي في تنفيذ طريق العقبة تنحيته عن مجرى الأودية وتنفيذه بأعلى المواصفات رغم وعورة المنطقة المعروفة بتضاريسها الصعبة ، وإحداث نفق جديد بهدف تغيير مسار الطريق إلى مكان آخر أكثر آمانا يحقق أقصى درجات السلامة لسالكيه . ولفت الحسيني إلى أن مشروع إصلاح طريق العقبة يعد من مشروعات الطرق المهمة في منطقة عسير كونه يمثل همزة وصل كبرى بين مرتفعات المنطقة وسواحلها وربطها بمنطقة جازان وطريق جدة الساحلي وما يمثله الطريق من رافد اقتصادي جيد لاسيما في مجال السياحة والنقل . وعن ازدواجية طريق ضلع قال الحسيني إن هناك دراسات ميدانية لتحديد احتياج المنطقة من الطرق سواء الرئيسية أو الزراعية ومن ثم الرفع لاعتمادها وفقا للأولويات ومن ضمنها أجزاء من طريق عقبة ضلع لاسيما منطقة مربة ونهاية طريق العقبة المتصل بحدود منطقة جازان الإدارية . العقبة معرضة للانهيار قام فريق بحثي من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في عام 1423 بدراسة لأسباب الانهيارات الصخرية في عقبة ضلع بمنطقة عسير عطفا على طلب من وزارة المواصلات " آنذاك " حيث رفع الفريق تقريره لوزارة النقل متضمناً اختراق الطريق منطقة ذات صخورا متحولة على شكل حزام من نوع صخور الشيست على امتداد طري عقبة ضلع وبعرض يزيد على 200 متر ويمتد هذا الحزام باتجاه الشمال الغربي بمقدار 50 إلى 53 درجة من الشمال وهو نفسه تقريبا اتجاه الطريق في ذلك الموقع ، وعليه فالطريق في ذلك الموقع مواز لاتجاه حزام الشيست. أما ميل صفائح صخور الشيست فيتراوح بين 70- 75 درجة إلى الشرق في الموقع نفسه وفي مناطق محدودة ويقل الميل إلى 45 درجة تقريبا باتجاه الشرق حيث أشار الفريق إلى أن المناطق المحاذية للطريق معرضة للانهيار، وأوصى بإيجاد نظام جديد محكم لتصريف السيول . _________________ الوطن