تفاقمت أزمة الأسمنت في الطائف بسبب انسحاب مندوبي وزارة التجارة من موقع بيع الأسمنت في المدينة وغيابهم عن الإشراف على عملية البيع بالسعر المحدد من قبل الوزارة والبالغ 15 ريالا. وشهد موقع بيع الأسمنت أمس وأول من أمس تجمعا كبيرا للمواطنين الذين تعطلت أعمالهم الإنشائية بسبب أزمة الأسمنت المفتعلة، على حد قولهم. وقال المواطن فهد الثبيتي ل"الوطن": "المشكلة بدأت منذ أسبوعين، فقد كانت أسعار الأسمنت تتراوح بين 17-19 ريالا للكيس من مختلف الشركات المتخصصة في الأسمنت، ولكن بعد تحديد وزارة التجارة للأسعار تم تخصيص متعهد واحد لتنزيل الأسمنت للمحافظة بواقع 30 شاحنة يوميا، ولكن الواقع أنه منذ أكثر من أسبوع لا نشاهد بالسوق إلا 5 شاحنات، ولا نعلم أين يذهب الباقي". وتساءل المواطن معيض الربيعي عن السبب في حصر بيع الأسمنت في السوق بمتعهد واحد فقط، لأن ذلك أدى إلى قلة تواجد السلعة في السوق، مما نتج عنه وجود سوق سوداء لبيع الأسمنت يصل سعر الكيس فيها إلى 30 ريالا، فيتم البيع في ظل غياب الرقابة، إذ يبدأ في الساعة 3 فجرا وحتى 7 صباحا. "الوطن" اتصلت بمدير فرع وزارة التجارة بمحافظة الطائف مسعود القثامي الذي قال إن مندوبي التجارة الموجودين بالموقع داخل المدينة تعرضوا في الأيام الماضية لكثير من الإهانات من قبل المواطنين حتى كاد الأمر يصل إلى الاعتداء عليهم، ونحن بحاجة إلى حماية من رجال الأمن، مضيفا: "تم إرسال خطاب لإمارة محافظة الطائف فيه توضيح الموقف، وطلب فيه التنسيق مع الجهات الأمنية من أجل تحقيق الحماية لمندوبي التجارة بالموقع". وأوضح أن الموقع الثاني لبيع الأسمنت بالحوية يباشر فيه مندوبو التجارة أعمالهم بالرغم من وجود مشادات مع المواطنين، إلا أن الأمر ليس مثلما يحدث في الموقع الذي داخل المدينة. وفيما يتعلق بوجود شركة واحدة فقط لبيع الأسمنت داخل المحافظة هذه الأيام، قال القثامي إن فرع الوزارة يرفض الاحتكار في البيع على شركة دون أخرى، فإذا أرادت أي شركة للأسمنت بيع منتجها بمحافظة الطائف، فإنه ليس هناك مانع ما دامت تسعيرة البيع للأسمنت موافقة لتسعيرة وزارة التجارة المحددة ب15 ريالا. من جهته، قال الناطق الإعلامي لشرطة محافظة الطائف المقدم تركي الشهري إن رجال الأمن يوجدون بشكل مستمر مع الجهات المختصة لمساندتهم وحفظ النظام العام في نقاط البيع نتيجة شح الأسمنت الموجود بالسوق هذه الأيام.