اعتادت سماح صالح (طالبة جامعية) على إصلاح الأعطال الكهربائية في منزلها بعد أن تعلمت بالممارسة كيفية إصلاح بعض الأعطال البسيطة، وقالت إنها غالبا ما تقوم بالتوصيلات الكهربائية في منزل أسرتها، والتي لا تحتاج إلى حضور المختصين، مشيرة إلى أنها تهوى الأعمال الكهربائية مثل إصلاح وتوصيل الأسلاك الكهربائية للسخانات، والثلاجات، وبعض الإضاءات ونحو ذلك، وتراعي بخبرتها أن يكون عملها سليما وآمنا، بعيدا عن أي أخطار. أما "أم أحمد" الموظفة بقطاع التعليم فقد تعلمت بعض الأعمال المهنية، وتسعى جاهدة لأن تكون مثل والدها الماهر في أعمال السباكة والكهرباء، وتقول إن والدها لم يكن لديه أي شهادة في هذا المجال، ولكنه أجاد هذه الأعمال بالممارسة، وإنها تعلمت هذا العمل منه من خلال متابعتها له أثناء إصلاحه للأعطال الخاصة بالسباكة والكهرباء. وأشارت إلى أنها وبعد زواجها تمرست على هذا العمل، خاصة أن زوجها عادة ما يتأخر كثيرا في إحضار أحد المختصين لإصلاح بعض الأعمال المنزلية التي يحتاجها المنزل، مضيفة أنها أصبحت لا تنتظر حضور الكهربائي، وتبادر هي بإصلاح العطل بنفسها، بإمكانات بسيطة، مشيرة إلى أن زوجها في بداية الأمر كان يشكك في جودة عملها، ويأتي بالمختص للتأكد من العمل الذي قامت به زوجته، فيجد أنها أتقنته، وكأنها مختصة بذلك العمل. وقال أحمد الحارثي الموظف بأحد القطاعات الخاصة إن زوجته تصلح الأعطال الكهربائية المختلفة بمنزلهم، وتحدد الأدوات المطلوبة قبل أن تبدأ في عملها، ويحضرها لها، ومن ثم تؤدي عملها الذي يأخذ أحيانا وقتا طويلا، مشيرا إلى أن الخوف يظل يلازمه لحين أن تنتهي زوجته من عملها. وأضاف أن زوجته ليس لديها أي دورة تدريبية، أو خبرة سابقة في إصلاح الأعطال الكهربائية، مما يجعله يشك كثيرا في إتقانها للعمل، وحتى لا يضع نفسه في موضع حرج مع زوجته يحرص دائما على إحضار كهربائي لمراجعة العمل الذي قامت به زوجته للتأكد من سلامة التوصيلات، حتى لا يؤدي عملها كما يقول إلى كارثة.. وذكر الحارثي أنه في أحد الأيام أحضر مختصا بالكهرباء ليكشف على تمديدات عملتها زوجته لإنارة بعض أجزاء المنزل، واستغرب عندما علم من الكهربائي أن عمل زوجته متقن وجيد، إلا أنه اكتشف أن قوة الأسلاك لا تتحمل الضغط الكهربائي في المنزل، فطلب تغييرها، لأنها قد تسبب أخطارا محدقة بالمنزل وأهله. وذكرت حنان غازي أنها قامت بعمل سباكة خاصة بالمطبخ ولم تتمكن من ربط مواسير الماء بشكل محكم، مما أدى إلى تسرب داخلي وأحدث إشكاليات بمطبخ والدتها، مما حدا بوالدتها أن تقسم عليها ألا تعود لتلك الأعمال مرة أخرى، وتضيف أنها وعدت والداتها ألا تعود، مع أنها تتمنى في كل لحظة أن تقوم بإصلاح هذا العطل دون الرجوع للمختصين في ذلك.من جهتها ذكرت المدربة في تطوير الذات حنان مطر أن هذه الأعمال المهنية البسيطة التي تؤديها الفتيات والشباب إنما هي تأتي من باب الثقة بالنفس، والاعتماد على النفس، وتأتي أيضا من خلال الممارسة، والخبرة، وتطوير الذات. ونصحت الشباب والفتيات بالاستزادة بالخبرات المهنية والاستفسار عن هذه الأعمال، والتعرف على كيفية إتقانها من خلال الإنترنت، وسؤال المختصين، والحصول على دورات متخصصة. وبينت أن هذه الأعمال المهنية توفر المال الذي ينفق على جلب الفنيين، وتنمي حس الاعتماد على النفس، والسعي الحثيث لتطويرها بكافة الطرق الصحيحة، مضيفة أنه ينبغي أن يتم تعويد الأطفال على هذه الأعمال من خلال متابعة الوالدين، أو المختصين بهذه الأعمال وعدم منعهم.