أفاد مسؤولون غربيون بأن الولاياتالمتحدة وحكومات أوروبية ودولا عربية بدأت بحث فكرة خروج الرئيس السوري بشار الأسد إلى المنفى رغم التشكك في استعداده لدراسة هذا العرض. وقال أحد المسؤولين إنه على الرغم من أن المحادثات لم تتقدم كثيرا ولا يوجد شعور بأن سقوط الأسد وشيك، عرضت ثلاث دول استضافته كوسيلة لإنهاء الأزمة. وذكر مصدران أنه لم تبد أي دولة أوروبية استعدادها لتوفير ملاذ للأسد لكن مسؤولا قال إن الإمارات قد تكون من بين الدول المتقبلة للفكرة. وظهر الحديث عن فكرة المنفى بعد تعاظم الضغوط الدولية على الرئيس السوري والمواجهة الدبلوماسية الجارية في الأممالمتحدة بشأن قرار لجامعة الدول العربية يطالبه بنقل سلطاته. ورغم تأكيد البيت الأبيض الأميركي طوال أسابيع أن أيام الأسد معدودة، لم يتضح ما إذا كان هذا الحديث عن المنفى هو محاولة لإقناع الرئيس السوري وعائلته بانتهاز فرصة الخروج الآمن بدلا من أن يغامر بالتعرض لمصير الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي. لكن مع إظهار الأسد سيطرته على أجهزة الأمن القوية ومع تشرذم المعارضة على الصعيد العسكري يمكن أن يكون هذا من قبيل تصعيد الضغط النفسي وإحداث انقسامات داخل دائرة الأسد المقربة. وأفاد مسؤول رفيع في إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما "فهمنا أن بعض الدول عرضت استضافته إذا اختار مغادرة سورية". وقبل أن يكون هذا ممكنا يجب أولا حسم قضية إعطاء الأسد نوعا من الحصانة وهو شيء سترفضه المعارضة السورية والمنظمات الدولية المدافعة عن حقوق الإنسان. وعبر مسؤول أوروبي عن تشككه في نجاح فكرة المنفى قائلا إن الأسد لم يبد أي مؤشرات على إمكانية قبوله لفكرة الخروج الآمن. وقال بروس ريدل المحلل السابق لوكالة المخابرات المركزية الأميركية إن الدول العربية تحاول فيما يبدو التوصل إلى حل في سورية على غرار ما حدث في اليمن. ومن جهته أعلن الرئيس التركي عبدالله جول أن تركيا قد تفكر في منح اللجوء لعائلة الرئيس السوري. وردا على أسئلة صحفيين عما إذا كانت تركيا على استعداد لاستقبال أفراد عائلة الرئيس السوري في حال طلبوا ذلك، أجاب جول "لا وجود لمثل هذا الأمر في الوقت الراهن، وإذا ما قدم لنا مثل هذا الطلب، فإننا سندرسه بالتأكيد".