رد تنظيم القاعدة، على الغارة الأميركية التي استهدفت عناصره في مديرية لودر بمحافظة أبين جنوب اليمن، بقتل وجرح ستة جنود في مأرب شرق البلاد، فيما ألقت محاولة اغتيال وزير الإعلام بظلالها السلبية على الوضع القائم وأثارت مخاوف من انتكاسة حقيقية للمبادرة الخليجية، خاصة مع استمرار حالة التجاذبات السياسية والفلتان الأمني في صنعاء وغيرها، قبل أقل من ثلاثة أسابيع من إجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة. واستمر قادة الحراك الجنوبي، الداعي إلى الانفصال عن دولة الوحدة، في تعبئة أنصارهم لعدم المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقررة في 21 فبراير للتصويت لنائب الرئيس الحالي عبدربه منصور هادي كرئيس جديد للبلاد خلفاً للرئيس علي عبدالله صالح الذي ستطوى في ذلك اليوم نهائيا صفحة حكمه التي امتدت ل 33 عاماً. وكان ثلاثة جنود قتلوا وجرح ثلاثة آخرون في كمين نصبه لهم مسلحون ينتمون إلى تنظيم القاعدة في منطقة الحزمة على خط منطقة صاف، بمحافظة مأرب، وذلك في رد سريع على الغارة الجوية التي شنتها طائرات بلا طيار أميركية أول من أمس وأدت إلى مقتل 15 من عناصر التنظيم وجرح عدد آخر. وجاء مقتل الجنود أثناء توجههم من مأرب إلى حقول النفط بصافر للالتحاق بزملائهم. وفي أبين لملم أعضاء القاعدة أشلاء زملائهم، وقاموا بدفنها في أماكن غير معروفة في لودر. سياسياً رجحت مصادر مسؤولة في حزب المؤتمر الشعبي العام عودة الرئيس صالح إلى اليمن في 20 فبراير الجاري لحضور مراسم التنصيب الرئاسي لنائبه عبدربه منصور هادي والإشراف على تسليم السلطة بعد الانتخابات الرئاسية. وكان هادي قد قدم إلى اللجنة العليا للانتخابات أوراق ترشحه للانتخابات المقبلة، وسط دعوات من قبل الحكومة والأحزاب السياسية بدعم ترشيحه وإنجاح الانتخابات. وأكدت المصادر ل"الوطن" أن عودة صالح إلى البلاد تم حسمها قبيل مغادرته. وذكرت أن صالح سيدشن عقب عودته إلى البلاد مباشرة ممارسة مهامه كرئيس لحزب المؤتمر والإشراف على إجراء تعديلات في الهيكل التنظيمي للحزب والتحضير لانعقاد مؤتمر خاص بالحزب، الذي سيشهد تصعيد عدد من الأعضاء لتغطية المقاعد الشاغرة التي خلفها انسلاخ أعداد من أبرز قيادات الحزب عقب "مجزرة جمعة الكرامة" في 18 مارس الماضي. إلى ذلك كلف وزير الداخلية اللواء عبد القادر قحطان لجنة من البحث الجنائي للتحقيق في محاولة اغتيال وزير الإعلام علي العمراني أول من أمس. وأخذت اللجنة أقوال عدد من الشهود الذين كانوا موجودين وقت الحادث الذي وقع على بعد أمتار قليلة من مبنى مجلس الوزراء.