غادر الرئيس اليمني علي عبدالله صالح وعائلته، صنعاء، عصر أمس السبت، على متن طائرة خاصة متوجها إلى دولة خارجية. .وأصدر بحكم منصبه كقائد أعلى للقوات المسلحة، قرارا قضى في مادته الأولى بترقية الفريق الركن عبدربه منصور هادي إلى رتبه مشير، على ان يعمل به من تاريخ صدوره وينشر في الجريدة الرسمية والنشرات العسكرية. وأفادت مصادر من المؤتمر ل»المدينة» إن صالح شوهد حوالى الساعة الخامسة عصرا في مطار صنعاء الدولي بصحبة عائلته، بانتظار مغادرته على متن طائرة خاصة.وأضافت المصادر ان المطار أغلق لساعات أمام المسافرين استعداداً لتوديعه. ولم تحدد المصادر إلى أي دولة سيتوجه لكنها رجحت أن يكون متوجهاً إلى سلطنة عمان التي يقوم نجله الأكبر العميد احمد بالترتيب للإقامة الدائمة لوالده فيها، ومن ثم التوجه إلى إثيوبيا قبل التوجه إلى أمريكا. وقال صالح في خطاب مقتضب انه سيتوجه إلى أمريكا للعلاج والعودة مرة أخرى إلى رئاسة المؤتمر الشعبي العام وتنصيب عبدربه منصور هادي رئيساً لليمن بعد 21 فبراير في دار الرئاسة ونعزف السلام والنشيد الوطني.وأضاف انه سيأتي بكبار المسؤولين إلى دار الرئاسة عند تسليم هادي قصر الرئاسة وسيأخذ هو حقيبته ويذهب إلى منزله. وجاءت مغادرة صالح بعد أن القى أمس الأحد خطابا « يعتبر الاقصر فى حياته السياسية» بدار الرئاسة خاطب فيه قيادات المؤتمرالشعبى وكان نائبه هادي ضمن الحاضرين اللقاء، وقالت مصادر حضرت اللقاء: إن خطاب الرئيس أبكى جميع الحاضرين من قيادة المؤتمر التي أحست انه خطاب الوداع الأخير لهم.. لأنه كان مؤثرا ووجدانيا، ومليئا بعبارات الحزن ولهجة الفراق.وطلب الرئيس صالح من شعبه العفو، وقال» اطلب العفو من كل أبناء الوطن رجالا ونساء إذا كان هناك قد حصل قصور أثناء فترة حكمى لمدة ال33 عاما «. وأضاف»اطلب من المسامحة والاعتذار من كل المواطنين اليمنيين واليمنيات».، داعياً إلى الاهتمام بالشهداء الجرحى، وطالب أبناء الوطن بالعودة إلى منازلهم والتزام الهدوء. وأشار في خطابه المقتضب إلى انه وقع في الرياض لتسليم السلطة وانه سلم كل مقاليدها وصلاحياتها الكاملة لنائب الرئيس عبدربه منصور هادي.. داعيا جميع الأطراف السياسية إلى الالتفاف حول بعضهم البعض وإلى المصالحة والمصارحة وترميم وإصلاح ما دمر خلال الأحدى عشر شهر من العام الماضي. لافتاً إلى أن ما حدث يوم السبت في مجلس النواب من إقرار قانون الحصانة وتزكية الأخ الفريق عبدربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية لرئاسة الجمهورية للفترة القادمة يعد إنجازا طيباً». وقال : إن المستفيد من قانون الحصانة ليس الرئيس وأقرباؤه فحسب، وإنما كل من عمل مع الرئيس خلال ال33 عاماً». ويغادر الرئيس صالح اليمن تاركا خمسة ملفات ساخنة لحكومة الوفاق الوطني هي الأزمة السياسية والمشكلات الاقتصادية والقاعدة والحراك والحوثيين. وأكدت المصادر ان صالح حث جميع قيادات حزبه على التعاون مع حكومة الوفاق من اجل حل الأزمة الراهنة.. مشيرة إلى أن الرئيس صالح سيعود بعد شهرين إلى اليمن كرئيس للمؤتمر الشعبي العام..