وصل إلى عمان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في زيارة رسمية، هي الأولى له منذ 12 عاما، برفقة ولي عهد قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وكان في استقبالهما العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني. ونقل بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني عن الملك عبد الله تأكيده "دعم بلاده الثابت لحق الشعب الفلسطيني في تحقيق تطلعاته وإقامة دولته المستقلة من خلال المفاوضات التي يجب أن تستند إلى حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية، وهو الأمر الذي يشكل مصلحة أردنية عليا"، مشدِّداً على "دعم الأردن للسلطة الوطنية في جهودها لتحقيق هذه الغاية". من جانبه قال مشعل عقب اللقاء "نحن سعداء بهذه الزيارة التي نعتبرها فاتحة خير فتحنا فيها القلوب والعقول، والأردن كان ومازال وسيبقى على العين والرأس ونحرص على أمنه واستقراره ومصالحه وعلى إقامة علاقة متميزة معه". من جهة أخرى، قالت مصادر فلسطينية مطَّلعة ل "الوطن" إن الرئيس محمود عباس أعرب عن غضبه الشديد من المبادئ التي عرضها كبير المفاوضين الإسرائيليين اسحق مولخو في اللقاء الاستكشافي الأخير بالعاصمة الأردنية عمَّان، لأنها تشير صراحة إلى الإبقاء على غالبية المستوطنات في الضفة الغربية وتكرِّس السيطرة الإسرائيلية على غور الأردن والقدس الشرقية. ووصف عباس المقترحات بأنها "سيئة للغاية ولا تصلح كنقطة انطلاق لأي حديث ولن يكون هناك من يقبل بمثل هذه المواقف"، وقال في مستهل اجتماع اللجنة المركزية لحركة فتح في رام الله أمس "سنذهب إلى لجنة المتابعة العربية لاتخاذ القرار بعد انتهاء اللقاءات الاستكشافية وستقوم اللجنة المركزية لحركة فتح والاجتماعات القادمة لمنظمة التحرير بتقييم اللقاءات التي تمت بيننا وبين الجانب الإسرائيلي". في هذه الأثناء أشارت مصادر مسؤولة في حركة فتح إلى إن اتصالات تجرى مع حركة حماس لترتيب موعد لعقد اجتماع بين عباس وخالد مشعل من أجل بحث خيارات المرحلة المقبلة. وأضاف المصدر أن الاجتماع سيبحث سبل المضي في تحقيق اتفاق المصالحة وتشكيل حكومة التوافق التي كان تم الاتفاق على إرجائها إلى ما بعد 26 يناير الجاري.