يلتقي رئيسا الوفدين المفاوضين الفلسطيني صائب عريقات والإسرائيلي اسحق مولخو غداً في عمّان مع ممثلي اللجنة الرباعية الدولية استجابة لمبادرة أردنية تهدف الى استكشاف فرص استئناف المفاوضات. وهذه هي المرة الاولى التي يلتقي فيها عريقات ومولخو مباشرة منذ أوقف الفلسطينيون المفاوضات المباشرة مع إسرائيل قبل أكثر من عام. وقال مسؤول فلسطيني رفيع ل «الحياة» إن الرئيس محمود عباس وافق على مشاركة ممثل فلسطيني في اللقاء الذي دعا اليه الاردن استجابة لطلب العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني. وأوضح ان الملك عبدالله عرض على الرئيس عباس لدى زيارته رام الله قبل نحو شهر ونصف الشهر العمل على استكشاف فرص استئناف جدي للمفاوضات مع الجانب الاسرائيلي، مضيفاً ان الرئيس الفلسطيني رحب بذلك. وأشار المسؤول الى ان «الرباعية» حاولت في السابق جمع عريقات ومولخو في لقاء معها في القدس، لكن الجانب الفلسطيني رفض أي لقاء مباشر مع الجانب الاسرائيلي خشية إعطاء انطباع للجمهور بوجود تفاوض مع إسرائيل في الوقت الذي يرفض فيه الفلسطينيون أي تفاوض قبل التجميد الكامل للاستيطان. وكشف عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» عزام الأحمد ل «الحياة» ان الاردن طلب من الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي تقديم رؤيتهما للحل في موضوعي الحدود والامن في اللقاء الذي يُعقد غداً. وأضاف ان الجانب الفلسطيني كان قدم رؤيته للحل في موضوعي الحدود والامن مكتوبة الى «الرباعية» الشهر الماضي، وانه مستعد لتقديم هذه الرؤية في الاجتماع المقبل، مشدداً على ان «الاجتماع لن يكون تفاوضياً بأي معنى من المعاني». ويرى الفلسطينيون في استجابتهم الدعوة الأردنية مناسبة لامتحان دولي وإقليمي جديد لمدى جدية إسرائيل في الدعوة الى التفاوض. ورجح المسؤولون الفلسطينيون ان تصطدم الجهود الأردنية بالموقف الإسرائيلي المتعنت الرافض اقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967. وكانت «الرباعية» طلبت من الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي تقديم رؤيتهما للحل في موضوعي الحدود والامن في غضون ثلاث اشهر تنتهي في 26 الشهر الجاري في محاولة منها لتحقيق اختراق يمكنها من جمع الطرفين مجدداً على طاولة المفاوضات. وقدم الجانب الفلسطيني رؤيته للحل، لكن الجانب الإسرائيلي امتنع عن ذلك، وأصر على إجراء مفاوضات مباشرة في الملفين. وكان الرئيس عباس حذر في مقابلة مع تلفزيون «فلسطين» أول من امس من ان القيادة الفلسطينية ستدرس كل الخيارات الممكنة اذا أخفقت «الرباعية» في استئناف مفاوضات السلام حتى 26 كانون الثاني (يناير) الجاري، مضيفاً: «ما لم تتمكن الرباعية من وضع الطرفين على طاولة المفاوضات بحلول 26 من كانون الثاني (يناير) الجاري، فهذا يعني أنها فشلت، وسيكون للقيادة الفلسطينية بعد ذلك موقف تدرسه وتتصرف بناء عليه». لكن عباس لم يقدم أي إشارة الى وجهة هذه الخيارات، مشدداً على أنه لن يقبل ان يكون البديل انتفاضة ثالثة.