يتعرض جهازك الجوال لعطل, فتتوجه إلي محلات لبيع الأجهزة, فتجد في ركن المحل طاولة وكرسيا وبعض الأسلاك, ووضعت عليها يافطة مكتوب عليها "فني صيانة", وتجد خلفها أولئك الشباب الذين لم يتجاوز الواحد منهم 18 من العمر، ويقابلك بابتسامه،وراءها طموح جميل، لكل واحد منهم قصته، حاولت "الوطن" الدخول لعالمهم، والتعرف على بداياتهم، فقد ذكر خالد الحارثي "يعمل بصيانة الجوالات" أن بدايتي كانت في المرحلة المتوسطة فقد كنت أجمع الجوالات الخاصة بالأقارب وأقوم بفتحها وتنظيفها ومن ثم إغلاقها، وتطور الأمر لدي حتى أصبح لدي فضول لدخول عالم الهواتف الذكية، فبدأت بإعداد البرامج الخاصة بالأيفون والجالكسي وأصبحت مبدعا فيها، ويتحدث سلطان الخالدي "صاحب كشك لإصلاح الجوالات": إن بداية مشواري كانت بعلقة ساخنة من والدي فقد قمت بإتلاف جواله بوضعه في الماء وأنا في ال10 من عمري، فقد كان هذا الأمر بالنسبة لي كارثة، فقد تم عقابي بشدة على هذا الفعل، فقمت بأخذ الجهاز وتنظيفه وتجفيفه بالحرارة وبعد ذلك أعدته لوالدي الذي فوجئ، وأحسست بفخر لإنجازي هذا الأمر، وأصبح في داخلي حماس يدفعني لتعلم هذا الأمر، فكنت في البداية أشاهد مهندسي الصيانة في المحلات كيف يعملون ذلك، ولكن عند سؤالي لهم عن شيء في الصيانة أقابل بالطرد والزعل الشديد على سؤالي، فقد كنت دائم الاطلاع على كل يجد في الأسواق من هواتف بالبحث عن عمل في المحلات في فترة الإجازة ولو بمبلغ زهيد رغبة مني في الفائدة، و نظرا لعدم وجود مراكز متخصصة في تنمية هذه الهواية، قمت بتطوير ذاتي عن طريق الإنترنت بأخذ دروس شبه يومية في كيفية صيانة وبرمجة الهواتف الذكية، فهناك مواقع متخصصة للتعليم والتدريب، بل وصل الأمر حتى أصبحت أصمم برامج للهواتف الذكية وكذلك برامج تعليمية، فبمجرد بداية الإجازة أذهب وأستأجر " بسطة "، وأستقبل الزبائن، ولا أنسى أول 10 ريالات قبضتها في أول جهاز قمت بإصلاحه، وتحدث محمد أحمد فقال "إن بدايتي بهذه المهنة كانت بمساعدة والدي فقد كان مولعا بحب الأجهزة الإلكترونية، مما دفعني لاكتسابها منه، فقد كنت أقوم بإصلاح الهواتف ففي كل 10 أجهزة أصلح جهازا والبقية أتلفها، ورغم ذلك كان يقف والدي بجانبي ويحذرني من التراجع أو الفشل بل كان دائم الوقوف بجانبي، فقد قام بتشغيلي في محل لبيع الجوالات في فترة الصيف، حتى أكتسب الخبرة، وقد كانت سعادتي لا توصف ولكن في المقابل كانت العمالة الأجنبية تحاربني فهي لا تريد في السوق غير بني جلدتها، فعند سؤالي عن أمر يخص الصيانة يحاولون قد الإمكان عدم إعطائي المعلومة الصحيحة، ولكن بالصبر ولله الحمد أصبح لدي محل، وأصبح دخلي يزيد يوما بعد يوم ففي بدايتي كنت أكسب 50 ريالا في اليوم، والآن أصبح دخلي يتجاوز 1000 ريال يوميا.