انتشرت ظاهرة استبدال الهواتف المحمولة بسرعة قياسية في الأسواق السعودية مع تنافس الشركات المصنعة للهواتف المحمولة على إطلاق أشكال وخدمات جديدة للمستهلكين. سوق الجوالات المستعملة ينتعش فور الإعلان عن طرح أجهزة حديثة (اليوم) وباتت أسعار بعض أجهزة الهواتف في السوق تنخفض بشكل كبير فور طرح هواتف جديدة ذات الخدمات والمميزات والأداء الأعلى, الأمر الذي أنعش حركة محلات الهواتف ودفع بعضها إلى تنويع تجارتها والاتجاه لشراء وبيع الأجهزة المستعملة نظرا للعوائد الكبيرة التي يجنونها والتي أصبحت تشكل نسبة كبيرة من ربحهم. وقال عاملون في القطاع خلال جولة قامت بها «اليوم» على سوق الجوالات في الخبر أن سعر شراء الهواتف المستعملة وخصوصا الذكية يحقق ربحا لمحلاتهم مقارنة بالأجهزة التقليدية، مشيرين إلى أن شغف امتلاك تقنيات جديدة لدى البعض يدفعهم للتخلص من أجهزة ذات مواصفات عالية يمكن التاجر بيعها بسرعة مع ارتفاع الطلب وقلة المعروض. وأشاروا إلى أن الفرق في أسعار الأجهزة الذكية الجديدة بين محلات البيع يصل في أجهزة معينة ما يقارب 900 ريال, ويعود السبب الرئيسي في ذلك إلى انقطاع بعض الأجهزة من السوق واحتكارها من قبل بعض الشركات والموزعين. الفرق في أسعار الأجهزة الذكية الجديدة بين محلات البيع يصل في أجهزة معينة ما يقارب 900 ريال, ويعود السبب الرئيسي في ذلك إلى انقطاع بعض الأجهزة من السوق واحتكارها من قبل بعض الشركات والموزعين. وعند توجه المستهلكين وخصوصا الشباب إلى المحلات التجارية قاصدين شراء جهاز هاتف مستعمل أو جديد أو استبدال أجهزتهم بأجهزة أخرى, فإن أهم العوامل التي يركزون عليها في الاختيار أن يمتلك الجهاز أخر ما توصل إليه التقنية في تصفح الإنترنت والمحادثة عبر شبكات التواصل الاجتماعي مثل «فيسبوك « ودعمها أيضا لبرامج المحادثة مثل «ماسنجر» وأن يمثل الجهاز أخر صيحة وتطور في الخدمات الأخرى مثل وضوح الشاشة والذاكرة التخزينية للجهاز وسرعة الاستجابة بحيث يكون أخر ما وصل إلى سوق أجهزة الهواتف, ومن العوامل الأخرى هي توفر ضمان سار في الجهاز لتسهيل صيانة الجهاز في حال مواجهة أي مشاكل تقابلهم بالرجوع إلى شركة الضمان الخاصة بالجهاز. وأفاد عمر العمودي أحد أصحاب محلات بيع الهواتف المحمولة أن بيع الأجهزة المستعملة يعتبر أكثر رواجا حاليا، وربح محلات بيع الهواتف يأتي معظمه من بيع الهواتف المستعملة، حيث أن إمكانية التحكم بالأسعار كبيرة بالنسبة للهواتف المستعملة مقارنة مع الهواتف الجديدة، ويعود السبب الرئيسي لذلك أن وكلاء الهواتف يقومون بطرح أجهزتهم ويضعون أسعارا محددة وعادة ما تكون الأرباح ضئيلة جدا تتراوح ما بين 10 إلى 50 ريالا، بعكس الأجهزة المستعملة التي تصل فيها الفائدة والربح ما بين 100 إلى300 ريال في المتوسط, وقد تسبب بعض الأجهزة خسائر للمحل بسبب اكتشاف بعض الأعطال في الأجهزة بعد شرائها. وفي السياق ذاته فإن نسبة كبيرة من الأجهزة الذكية الحديثة غير متوفرة في الأسواق لا المستعمل منها ولا الجديد لأن الطلب عليها كبير جدا, الأمر الذي يدعم ارتفاع أسعارها, وتعتبر مواسم الأعياد وإجازات المدارس من أفضل المواسم التي تنتعش فيها مبيعات أسواق الهواتف. وقال مشعل عبد الرحمن أحد المولعين باقتناء الأجهزة الجديدة أن أهم المشاكل التي تواجهه شخصيا هي أسعار بعض الأجهزة المستعملة أصبحت قريبة جدا من أسعار الأجهزة الجديدة و يصل الفرق بين أسعارها إلى نسبة 10 بالمائة على أعلى تقدير, لكنه لفت إلى غياب مصداقية بعض أصحاب محلات الهواتف،إذ أن أغلب الهواتف تعرض على أنها أفضل ما وصل من أجهزة ولم تستعمل سوى لفترة بسيطة جدا, وتبدأ المشاكل بعد الشراء بفترة بسيطة لأن الكثيرين لا يستطيعون التمييز بين الجهاز الجيد والجهاز الرديء ، فبعض الأجهزة التي تدعم التصفح الإلكتروني وبرامج المحادثة يكون الفرق بين سعر الجهاز الجديد والجهاز المستعمل لا يتجاوز 150 ريالا على عكس بعض الأجهزة الأخرى التي لا تدعم هذه الخدمات فإن فرق السعر بينها قد يتجاوز 300 ريال. وأفاد عدنان بامردوف أحد الطلبة الجامعيين أن أجهزة الهواتف الحديثة التي تتميز بخدمات توفير خدمات الإنترنت من إرسال واستقبال البريد الإلكتروني وتصفح الإنترنت وخدمات المحادثة, تمثل في وقتنا الحالي أهم الضروريات التي يحتاجها الطالب الجامعي إذ يحتاج إلى سرعة الوصول إلى هذه المعلومات لاستخدامها في دراساته الجامعية, لكن هذه الأجهزة تعتبر أسعارها عالية على الطلبة محدودي الدخل, مما يصعب اقتناؤها بالاتجاه للمستعمل منها. وقال أن الأجهزة المستعملة تعتبر حلا مناسبا يتماشى مع الإمكانيات المالية لدى الكثيرين, وقد اتخذ البعض طرقا أخرى توفر أسعارا أفضل من المحلات وهي مواقع شبكة الإنترنت الخاصة ببيع الأجهزة المستعملة التي توفرأسعارا تقل عن أسعار الهواتف في المحلات المنتشرة في الأسواق. وقد زادات عدد الاشتراكات في خدمات الاتصالات المتنقلة في المملكة الى 51.6 مليون اشتراك كما ان نسبة استخدام شبكة الإنترنت زادت بشكل كبير خلال السنوات الماضية لتصل إلى نحو 41 بالمائة بنهاية العام الماضي فيما يقدر عدد مستخدمي الإنترنت بالسعودية حاليا بنحو 11.4 مليون مستخدم.