فيما يلتقي المبعوث الدولي والعربي إلى سورية كوفي عنان، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو غدا، اعتبر رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا، اتصالات عنان بكل من موسكووطهران وبغداد، محاولة منه لإشراك أصدقاء سورية في حل الأزمة. وقدم عنان تقريرا إلى الأممالمتحدة أوضح فيه أن اتصالاته بكل من طهران وبغداد وموسكو تستهدف إحياء دور حقيقي لهذه الأطراف للمشاركة في البحث عن حل سياسي يساهم في تشكيل عملية انتقال سياسي من خلال الضغط على جميع الأطراف للوصول لإنهاء الأزمة بشكل يرضي جميع الأطراف. وبين سيدا ل "الوطن" أن عنان قدم تقريراً حول جولته تضمن محاولة تحويل جهد هذه الأطراف التي تشكل قوة التعطيل لقرارت مجلس الأمن لتتعاون وتساهم في بناء مشروع واضح لتجاوز الأزمة، موضحاً أن عنان أصبح أكثر اقتناعاً بأن هذه الدول هي القوى الدولية الضاغطة على الأسد والداعمة لصموده أمام العقوبات الدولية وبالتالي إطالة أمد الأزمة. وأوضح سيدا أن التقرير الوارد من الأممالمتحدة حدد أهمية إعطاء موسكووطهران دوراً في المشاركة في الحل السياسي، لأنهما يلعبان دوراً في سورية للحفاظ على مصالحهما طويلة الأمد مما يتطلب إشراكهما لضمان الحفاظ على هذه المصالح. وجاء في التقرير أن سورية تتجه لحرب أهلية أو امتداد هذا الصراع الداخلي إلى دول مجاورة في سبيل حماية هذه المصالح. وحول مصير الأسد أكد سيدا أن الجيش الحر والثورة الشعبية لن ترضى بمساومة أحد على مصالحنا الوطنية والخروج من عبودية شخص لعبودية دول تكون راعية ووصية على الشعب السوري، مؤكداً أن الجيش الحر يقدم دروساً في الانتصارات التي يحققها ضد نظام بدأ في التآكل. وقال "لا يهمني ما يقول عنان أو طهران أو موسكو وبغداد يهمني ما يريده الشعب، سنقضي على مصالحهم التي تتنافى مع مصالحنا ولا نرغب فيها لو ندخل معهم في حرب مباشرة فلا يهمنا، ونرحب بموسكو وبكين وبغداد وطهران من أصدقاء الأسد في علاقات دبلوماسية عادية تلبي المصالح المشتركة لكن أكثر من ذلك فهو مستحيل فسنطردهم ونغلق خلفهم الأبواب، فلا وصاية لأحد علينا لأن ثورتنا ثورة حرية". وفي السياق، أعلن الكرملين أمس أن الرئيس فلاديمير بوتين سيستقبل عنان في موسكو غدا (الثلاثاء) للتباحث بشأن آخر تطورات الوضع في سورية. وأشار إلى أن بوتين سيؤكد على دعم بلاده لخطة عنان باعتبارها الأساس الوحيد القابل للتطبيق لإيجاد حل للمشاكل الداخلية السورية. وكانت زيارة رئيس الأركان الروسي نيكولاي ماكاروف لواشنطن انتهت دون اتفاق على القضايا الأساسية المدرجة على جدول الأعمال، وفي مقدمتها الأوضاع في سورية. وتسرب عن اجتماعات الجنرالين ماكاروف ونظيره الأميركي مارتن ديمبسي أن موسكو تعتقد أن الملف السوري بات مرشحا لثلاثة مسارات محتملة، إما التدخل العسكري وهو أمر لا تزال موسكو تعارضه، وإن كان بإصرار أقل، وإما الحرب الأهلية، وهو أمر يقلق موسكو بقدر ما يقلق واشنطن، أو الحل اليمني عبر فترة انتقالية تدريجية. وأشارت تقارير أميركية إلى أن الجنرال ماكاروف أعرب عن عدم اطمئنان بلاده للحل اليمني، إذ إن العملية الانتقالية المقترحة يمكن أن تفشل في أي لحظة بسبب تعدد لاعبيها وتباين مواقف جماعات المعارضة السورية. وأشارت تلك التقارير إلى أن قرار موسكو بإلغاء تسليم صفقة صواريخ "إس – 300" وصفقة طائرات "ياك – 130" المقاتلة لدمشق، ليس فقط بسبب تأزم الوضع بسورية وعدم الثقة من بقاء النظام، لكن خشية ألا تتسلم أبدا أسعار تلك الأسلحة الحديثة نسبيا. ويعتقد الروس أن واشنطن تغفل تماما حساباتها الاستراتيجية بالنظر إلى أن ميناء طرطوس السوري يحوي القاعدة البحرية الوحيدة المتبقية لموسكو في أنحاء العام كله. كما ترى أن العقبة الراهنة في دمشق ليس غياب الحل، ولكن رفض الأسد أي حل معقول يحظى بنسبة معقولة من النجاح. وعلق مسؤول بالبنتاجون عقب زيارة رئيس الأركان الروسي ب "أنهم يشعرون بعمق الورطة ولكنهم لا يجدون مخرجا معقولا منها".