أكد خبراء أميركيون أن جهدا مكثفا يجري من خلف الستار للتوصل إلى اتفاق بين موسكووواشنطن حول صيغة سياسية للحل في سورية. وذكرت تقارير أن التحضيرات التي تجري الآن للقاء الرئيسين باراك أوباما وفلاديمير بوتين في لوس جابوس بالمسكيك في 18 يونيو خلال انعقاد مؤتمر الدول العشرين "تتجه إلى التوصل إلى اتفاق شامل على عدد من القضايا المعلقة بين البلدين، من بينها مستقبل نظام الرئيس بشار الأسد". وقال مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف الذي يدير تلك الاتصالات "لقد اتفق الرئيسان على مواصلة الجهود لتطوير العلاقات بين البلدين، وسيوقعان اتفاقا حول التعاون المستقبلي بين روسياوالولاياتالمتحدة". وأكد البيت الأبيض أن اجتماعا ثنائيا سيعقد بين الرئيسين في لوس جابوس، وأن الاجتماع سيصدر عنه بيان مشترك حول التعاون الثنائي. وذكر تقرير بثته محطة "فوكس نيوز" الإخبارية أن موسكو تتجه لتبني موقف يدعو إلى إبعاد الرئيس بشار الأسد عن سورية والاتفاق على شكل سياسي للحكم تشارك فيه القوى السياسية المتواجدة على الأرض هناك. إلى ذلك نفى المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون" جورج ليتل وجود خطط لدى الوزارة للتدخل في سورية، وذلك بعد تزايد التوقعات في واشنطن باحتمال اقتراب الإدارة من قرار بالتدخل في أعقاب مذبحة الحولة. وكان رئيس الأركان مارتن ديمبسي قد صرح قبل ذلك في لقاء تلفزيوني بأن القوات المسلحة الأميركية مستعدة لوضع خيارات التدخل العسكري إذا ما تلقت أمرا بذلك. وذكر ليتل في إيجاز للصحفيين أول من أمس "إن تركيز الولاياتالمتحدة يظل على الضغوط الدبلوماسية والاقتصادية.. لقد كان موقفنا دائما هو أن الجهود الدبلوماسية هي الحل الأفضل للأزمة في سورية، وقد أوضحت الإدارة هذا الموقف منذ اللحظة الأولى". وفهم من تصريحات ليتل أنها تهدف إلى تهدئة التوقعات التي انتشرت في واشنطن بأن الإدارة تعتزم التدخل عسكريا، غير أن ذلك لا يعني بالضرورة أن الإدارة ستواصل موقفها السابق على مذبحة الحولة دون تعديل. فمن المنتظر أن تناقش وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان "وسائل جديدة" لمساعدة الشعب السوري، طبقا لتصريح الخارجية الأميركية. ومن جهته أعلن متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية، ردا على سؤال عن موقف الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي ترك خيار التدخل العسكري في سورية مطروحا، أن برلين لا ترى سببا "للحديث عن خيارات عسكرية" في سورية.