تشهد منطقة الحدود الشمالية في مثل هذه الأيام من كل عام تدنيا في مستويات درجة الحرارة، وهي ما تعرف ب "المربعانية" التي تنخفض في بعض حالاتها إلى ما دون الصفر المئوية، ويتكون فيها الصقيع، وتمتاز بالبرد القارس، وتقل الحركة في هذه الأيام وخاصة في الليل، ومربعانية الشتاء هي الفترة الممتدة من 22 ديسمبر إلى 31 يناير، وهي الفترة التي يشتد فيها برد الشتاء، وتستمر 40 يوماً، ومن هنا أتى الاسم. وأشار فايد الطلاع أحد سكان مدينة عرعر إلى أن "المربعانية تعيد لنا ذكريات الحياة الاجتماعية القديمة في مدن الشمال، ويقول "كنا في السابق نستند في التعرف على وقت دخولها، على بعض العلامات مثل أن يكون بردها قارساً إلى أقصى درجاته، وتحركات الرياح، وتخلقات السحب، وظهور بعض النجوم، أو عن طريق الزرع لأصحاب المزارع، أو عن طريق سلوك الماشية، وخاصة الإبل والغنم، حيث يزيد شربها للماء كأنها في فصل الصيف، ويتضاعف أكلها للطعام مرتين، كما أن الأرض لا تشرب الماء بسبب شدة البرودة". وأضاف أنه على الرغم من شدة البرودة التي تشهدها المنطقة في الشتاء، إلا أنه ما زال الجميع يتحدث عن عام 1383ه وهو ما يعرف بعام تكسير المواسير، وهو العام الذي تكسرت فيه مواسير المياه بسبب تجمد المياه داخلها، وسجلت فيه درجة الحرارة 9 تحت الصفر، أيضا عام 1409ه الذي تكرر فيه موضوع تجمد المياه، وتكسر المواسير. وذكر الطلاع أنهم كانوا في السابق لا يملكون من وسائل التدفئة إلا ارتداء الملابس الثقيلة رغم قلتها، وفي مقدمتها الفراء، ومن أجودها ما يعرف ب "الطفالية" التي ليس بإمكان أي شخص اقتناءها في ذلك الوقت، أو جمع بعض الأشجار مثل "القيصوم"، أو روث الإبل، وهو مايعرف شعبيا ب "الجلة" ، وإشعال النار فيها من أجل التدفئة. وأشار إلى أن العلاج من أمراض الشتاء كان يعتمد على كي النار، أو تناول بعض الأدوية الشعبية المعروفة في ذلك الوقت مثل المحلب، والعنزروت، والمرة، وبعض الأدوية الأخرى.