بعد يومين شديدي البرودة على المنطقة الوسطى والشرقية، أطلت موجة من الغبار على «الرياض» أمس لتقضي على آمال من فكروا في قضاء إجازة منتصف العام في «البر»، إذ خلت منطقة الثمامة شمال الرياض من المتنزهين الذين كانوا يملأون جنباتها في مثل هذا الوقت من العام. أما في المناطق الشمالية، فأثر الصقيع على نشاطات الأهالي بشكل كبير، خصوصاً مع تجمد المياه في أنابيب بعض المنازل، ما أعاد إلى ذاكرة كبار السن شتاءً اجتاح المناطق الشمالية منذ نحو 30 عاماً وهبط بدرجات الحرارة إلى ما دون 10 درجات مئوية تحت الصفر وبات يعرف ب»عام تكسير المواسير». وذكر فيصل العنزي الذي يقيم في مدينة عرعر ل«الحياة»، أن المياه تجمدت في أنابيب مياه بمنزله، ما اضطره إلى تخزين المياه في أوانٍ قبل حلول الليل، ريثما تنجلي موجة البرد هذه. وأشار إلى أن كبار السن يطلقون على هذا الوقت من الشتاء اسم «الأسبوعات» التي تمتد عادة إلى ثلاثة أسابيع أولها أسبوع «السم» الذي يكون البرد فيه في أقصى حدوده، يليه أسبوع الدم الذي تسيل فيه الدماء من أنوف البهائم لشدة البرد، ثم الأسبوع الأخير الأقل برداً، يعتدل بعدها الجو. ولفت عبدالله الرويلي إلى أن موجة البرد أدت إلى تجمد المياه في أنابيب عدد من منازل جيرانه وتكسرها، مشيراً إلى زيادة الإقبال على محال بيع الحطب والملابس الشتوية وبيع أدوات التدفئة. وفي منطقة تبوك، غطت الثلوج بعض المرتفعات مثل مركز الطفحة في محافظة حقل ومركز الظهرة. وتوقعت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة أن يكون الطقس اليوم (الثلثاء) شديد البرودة ورطباً مع فرصة لتكون الصقيع في الصباح الباكر على طريف والقريات وعرعر وسكاكا. وأوضحت أن الجو سيكون بارداً نسبياً على بقية المناطق، مع نشاط في الرياح السطحية تحد من مدى الرؤية الأفقية على مناطق شرق المملكة، وتظل الرؤية غير جيدة بسبب الأتربة والغبار على الأجزاء الجنوبية من وسط المملكة خصوصاً في وادي الدواسر والدوادمي تمتد حتى منطقة نجران.