حتى بعد 6 سنوات من إطلاقه صافرته الأخيرة في عام 2005 يبقى الحكم الإيطالي بيرلويجي كولينا واحداً من أكثر الوجوه التي يمكن تمييزها في كرة القدم الأوروبية، قضى 28 عاماً كحكم أنهاها بسيرة ذاتية تتضمن 240 مباراة في الدوري الإيطالي و109 لقاءات دولية تتضمن نهائي كأس العالم 2002 ونهائي دوري أبطال أوروبا 1999 ونهائي أولمبياد سيدني 1996 واختاره الاتحاد الدولي لتاريخ وإحصائيات كرة القدم كأفضل حكم في تاريخ اللعبة.. ومنذ اعتزاله عمل كولينا رئيساً للحكام في الاتحادين الإيطالي والأوكراني، وفي الصيف الماضي عينه الاتحاد الأوروبي (يوفا) مسؤولاً عن التحكيم.. وفي هذا الحوار يخبرنا لماذا بات الحكام يعيشون تحت ضغوظ أكثر من ذي قبل. رئيس الاتحاد الأوروبي (يوفا) ميشيل بلاتيني ذكر مؤخراً أن التلفزيون "قتل" التحكيم.. التلفزيون خلق مباراة ظاهرية موازية تغطيها كاميرات عدة من كل زاوية.. والحكم بشر معرض لارتكاب الأخطاء وليس من العدل أن يتهم حكم بسبب هفوة وهو لا يملك منفذاً لرؤية الكاميرات ذات التقنية العالية وإعادات يحظى بها المعلقون والنقاد. هل سبق لناد ما أن طلب عدم قيادة حكم ما لمبارياتهم؟ قطعاً لا. هل لديك أي نصيحة معينة للحكام الشبان؟ من الضروري أن يتفهموا ما تتوقعه كرة القدم الحديثة من الحكام.. اللعبة الآن سريعة للغاية، ولم يعد الإلمام بقوانين اللعبة والتدريب الجيد والجاهزية البدنية كافية..الحكم بحاجة ليكون رياضياً ويعتني بنفسه ولهذا نحن نراقب أوزانهم، مقدار الدهون في أجسامهم، توقيت ردود أفعالهم ونظرهم.. ولكن عليهم أيضاً أن يفهموا تكتيك اللعب ليكونوا قادرين على توقع الأحداث والوجود في المكان المناسب على أرض الملعب طوال اللقاء.. عليهم دراسة أسلوب لعب الفرق ومعرفة تحركاتهم وسلوكياتهم بيد أن الصفة الأكثر أهمية هي أن تكون حاسماً.. أنا أخبر حكامي دائماً بأنه لا يجب عليهم أبداً أن يسمحوا لأنفسهم بأن يفاجؤوا بأي أمر يحدث داخل الملعب. ما إيجابيات وسلبيات استخدام التكنولوجيا في القرارات التحكيمية؟ هناك كثير من الجدل حول هذا بين مؤيد ومعارض، ولكن اتحاد كرة القدم الدولي (البورد) فوض (اليوفا) بمواصلة تجارب أخرى بدلاً من استخدام التكنولوجيا.. وتجربة اللجوء لحكمين مساعدين إضافيين في منطقة الجزاء أظهرت ثقة في العامل البشري أكثر من التكنولوجيا، وبعد موسمين أي أكثر من 100 مباراة شملت هذا النظام كانت النتائج مثيرة للاهتمام .. وجاء النظام ليشكل رادعاً إضافياً للاعبين الذين باتوا يعلمون أنهم مراقبون عن قرب، الدفع ومحاولات شد القميص خلال الكرات الثابتة تناقصت بعد أن كانت ذائعة وعلى نطاق واسع، والحكام يشعرون بتحكم أكبر خاصة في منطقة الجزاء.. أحياناً الحكام يمانعون في تسليم سلطتهم المركزية ولكن عليهم أن يثقوا في فريقهم التحكيمي مما يقود لأخطاء أقل. لو بمقدورك تغيير أو تقديم قانون جديد للعبة، ماذا سيكون؟ هناك كثير من النقاش حول ما يسمى "العقاب الثلاثي" عندما يرتكب لاعب خطأ في منطقة الجزاء مانعاً فرصة محققة لتسجيل هدف، ويعاقب بركلة جزاء وبطاقة حمراء وإيقافه عن اللقاء التالي.. ربما هذا كثير باعتبار أن فرصة التسجيل "أعيدت" للفريق المتضرر عن طريق ركلة الجزاء المحتسبة، وما لم تمنع هدفاً مؤكداً يتوجب بطاقة حمراء، أعتقد أن الإنذار كاف لأن منح ركلة جزاء يعني أن الفرصة متاحة من جديد للتسجيل.. لكن هذه فقط وجهة نظري.