كشفت المشرفة على برنامج الكشف المبكر لسرطان الثدي بمدينة الملك عبدالله الطبية استشارية أشعة الماموجرام الدكتورة إلهام راوه في تصريح إلى "الوطن" أن آخر دراسة إحصائية في المملكة عن نسبة انتشار سرطان الثدي كانت عام 2007، وبلغت نسبة الإصابة بالمرض 30% بين السيدات اللاتي تجاوزن العقد الرابع من العمر واكتشاف المرض في مراحله المتأخرة. وبحسب النشرة العلمية للمعهد الوطني للأورام فإن معدل الإصابة بالمرض آخذ في الانتشار، وإن منطقة مكةالمكرمة تعد من أوائل مناطق المملكة المعرضة للإصابة بسرطان الثدي إحصائيا. جاء ذلك في تصريحات خاصة ل "الوطن" على هامش ندوة (النهج العلاجي لسرطان الثدي من تخصصات متعددة) التي نظمتها الإدارة التنفيذية للشؤون الأكاديمية والبحوث والتدريب والتعليم بمدينة الملك عبدالله الطبية بمكةالمكرمة أول من أمس. وأضافت راوه أن من أهم أهداف برنامج الكشف المبكر التركيز على الوعي والتثقيف الصحي لسيدات المجتمع وتوجيههن التوجيه الصحيح لأماكن الكشف والوعي التام بماهية مرض سرطان الثدي وطرق علاجه. لافتة إلى أن هناك كثيرا من الشائعات المغلوطة حول مرض سرطان الثدي ومنها أن أشعة الماموجرام من مسببات الإصابة بالمرض، وأن الأورام الحميدة قد تتحول إلى أورام سرطانية وأن سرطان الثدي قد ينتج عن السحر، مؤكدة بأن مرض سرطان الثدي عضوي وأن هناك جينات وراثية مسببة للمرض. وأرجعت راوه أسباب تزايد انتشار مرض سرطان الثدي إلى تدني الوعي بالمرض في مجتمعنا، فالمرض يصيب السيدات في فترات عمرية مختلفة تبدأ من العقد الثالث خاصة السيدات اللاتي يوجد في عائلاتهن من أصيب بالمرض، مشددة على أن طلب فحص الماموجرام في سن 40 عاما يعد حقا وطنيا لكل سيدة. وأكدت راوه أن اكتشاف المرض في مراحل مبكرة يسهم في علاجه بنسبة تصل من 85-90%. وفي سياق متصل استعرضت الدكتورة سامية العمودي تجربتها مع مرض سرطان الثدي ووصفت الإصابة بالمرض بقضية مجتمع التي تحتاج إلى تضافر الجهود من الناحية الطبية والمجتمعية ونشر ثقافة الفحص المبكر. وألمحت العمودي إلى أن السيدات السعوديات لديهن أولويات صحية فصحة الأبناء تأتي في المقدمة ثم صحة الزوج والأقارب ثم صحتها، مؤكدة للحضور بأن ليست كل حالة سرطان ثدي تستوجب استئصال الثدي. ومن جانبها أوضحت استشاري الأشعة رئيسة قسم الأشعة بمستشفى الملك عبدالعزيز بالزاهر الدكتورة ملك حسن، أن دراسة أجرتها عام 2000م بلغت فيها نسبة إصابة سيدات مكة بسرطان الثدي 7,6% ومن عام 2009-2011م تنامت النسبة ووصلت إلى 13،9%. في حين عزت رئيسة الوحدة الصحية المدرسية بإدارة التربية والتعليم بمنطقة مكةالمكرمة الدكتورة إبتسام المنيع أسباب تنامي الإصابة بالمرض وعزوف سيدات مكة عن إجراء الفحص المبكر إلى تأخر إعطاء المواعيد في المستشفيات الحكومية مابين 3-4 أشهر، ثم تواجه السيدة صعوبة أخرى وهي إلى أي مستشفى توجه لاستكمال مراحل العلاج، في حين وبحد وصفها بأن مدينة الملك عبدالله الطبية تعد مركزا متكاملا جديرا بالثقة بكفاءاته الوطنية من حيث الفحص ومن ثم العلاج بجميع مراحله. لافتة إلى أن الصحة المدرسية ستقوم ببرنامج توعوي تثقيفي صحي بالتعاون مع طالبات طب جامعة أم القرى بأهمية الفحص المبكر بالماموجرام، من خلال ندوات تنظم بالمدارس وتوزيع استمارات على أكثر من 600 مدرسة بالعاصمة المقدسة للراغبات في إجراء الفحص المبكر ومن ثم يتم التنسيق ما بين السيدات ومدينة الملك عبدالله الطبية عبر رسائل (sms) للتذكير بالموعد.