بدأت سمر خالد تشتكي مؤخراً من أوجاع في مفاصل الركبة والقدم، فتوجهت للكشف الطبي فصرح لها الطبيب المعالج بأن سبب هذه الأوجاع يعود إلى اعتيادها على الأحذية المرتفعة والضيقة وغير الصحية التي تعتمد عليها حتى في المشي على الأقدام لمسافات طويلة. وعلى الجانب الآخر تعاني أمل المولد من الأوجاع والانتفاخات في أطراف القدم، ورؤوس الأصابع، وأقرت مؤخراً بأن هذا عائد إلى حرصها على شراء الأحذية الرخيصة والمخفضة، التي لا تراعي الشروط الصحية في صناعة الحذاء. يقول أخصائي الروماتيزم والطب الطبيعي بمستشفى الشفاء بمكة المكرمة نادر الجنايني إن المشية الصحيحة لا بد أن يلامس فيها كعب القدم الأرض، ومن ثم الانتقال للقدم الأخرى، وهذه تسمى دورة كاملة للمشي، ودائما نشخص عيوب المفاصل من القدمين فلا بد أن يرى الطبيب كل القدم من الخلف، حتى تظهر عيوب الكاحل كاملة إن كانت موجودة أو الركبة أو مفصل الفخذ". وأضاف أن "كل قدم تحمل نصف وزن الجسم، فلا بد أن يتوزع الوزن على ثلاث نقاط في القدم الواحدة بأن تكون النقطة الأولى على قاعدة الأصبع الكبير، والأخرى بجوار قاعدة الأصبع الصغير، والنقطة الثالثة والأخيرة في الكعب، وهنا لا بد من أن يتوزع وزن الجسم على هذه النقاط الثلاث، ويؤدي أي انحراف في هذه النقاط إلى تغيير في توزيع وزن الجسم"، مشيرا إلى أن وضع هذه النقاط الثلاث يتغير إذا وجدت عيوب في القدم مثل الفلات فوت، أو تسطح القدم، أو ارتفاع أعلى الكاحل، أو قصر في وتر اكيليس. وعن مواصفات الحذاء الصحي قال الجنايني إن "الأساس عند اختيار الحذاء أن يتسع لتكون كل هذه النقاط في وضعها دون انحراف أو تغيير، وعلى هذا الأساس من الأفضل أن يكون الحذاء مستطيلا ومتسعا من الأمام، وأن يكون مبطنا من الداخل، بحيث لا يجعل القدم مفلطحة، بل يساعد على ارتفاع الجزء الداخلي من القدم عن سطح الأرض، كذلك من المهم أن يزود الحذاء بكعب عال متوسط الطول لا يقل عن 3 سم ولا يزيد عن 5 سم، ويكون كعب الحذاء قابلا للانضغاط، وبالنسبة لأنواع الجلد لا بد أن يكون من الجلد الطبيعي والمسامي، وهذه الصفة تتواجد في جميع جلود الحيوانات". ونبه اختصاصي الروماتيزم والطب الطبيعي إلى وجود بعض الأحذية رخيصة الثمن، التي لا تراعى فيها المواصفات الصحية للحذاء من جهة نوع الجلد والبطانة الداخلية، وباطن الحذاء (الحشو)، بحيث يؤثر هذا سلباً على جميع المفاصل، وعلى الخصوص العمود الفقري". وعن أنواع الجلود التي تستخدم في صناعة الأحذية يقول محمد نعيم من أحد محلات صناعة وبيع الأحذية بمكة المكرمة إنه "نادراً ما نجد أحذية مصنوعة من الجلد الطبيعي وأسعارها في متناول العامة، فالأحذية غير الطبيعية في السوق تتجاوز نسبتها 80%، ولكن عند مقارنة السعر بفائدة الحذاء المصنوع من الجلد، ومدى سلامته على الأقدام نجد أنه يوفر الكثير على مرتديها من الشعور بالألم وارتياد العيادات الطبية من أجل البحث عن علاج للأوجاع التي عادة ما تكون أسبابها الأحذية المصنعة من البلاستيك والزهيدة الأثمان". وأضاف أن الحذاء المصنع من الجلد الطبيعي لا يسبب الحرارة، ويدفئ القدمين أيام الشتاء، فالحذاء لا يحمي من الطقس إلا إذا كان مصنوعا من الجلود الطبيعية التي عادة ما تكون من جلود الأغنام والجمال والبقر. كما يحمي من تشققات القدم، ولا يسبب حساسية واحمرارا، أو انبثاق روائح كريهة مقارنة بالأحذية المصنعة من البلاستيك وغيره". وعن الشروط الواجب مراعاتها عند شراء حذاء يقول الصيدلي محمود فرج من صيدلية الزقزوق بمكة المكرمة "يجب مراعاة نوعية الجلد المصنع منه الحذاء، بحيث يكون من الأنواع التي تسمح للقدم بالتهوية، ومن ثم تمنع تكون الأمراض الفطرية الناتجة من التعرق، وغياب التهوية، ويجب أن تكون نوعية الجلد قوية، وفي نفس الوقت مرنة محكمة، وأن يكون الحذاء من الداخل مبطناً بوسائد كي تمتص الصدمات أثناء السير". ويضيف أن الكعب العالي جداً قد يضفي جمالاً، وجاذبية، لكنه على النقيض يؤثر على استقامة العمود الفقري، ويسبب آلاما في أسفل الظهر، لذلك لا بد عند شراء الحذاء أن يؤخذ بالاعتبار أن يكون مريحاً، مشيرا إلى أن الأقدام تتغير مقاساتها مع العمر، وخاصة في مرحلة الشباب، لذا يجب التغيير وعدم التكاسل في تغيير الحذاء بالمقاس المناسب. وتطرق فرج إلى أفضل وقت لشراء الحذاء حيث يفضل أن يكون بعد وقت من الخروج، وليس في بداية الخروج، لأن الأقدام مع طول السير يحدث لها امتلاء نتيجة نزول السوائل للقدم، وذلك حتى نشتري المقاس الذي يتسع أيضاً لهذه الحالة. وعن المقاسات قال "إنها ليست دائماً ثابتة في جميع الماركات، فقد يختلف حجم المقاس الواحد من ماركة لأخرى، لذا يجب أخذ ذلك في الاعتبار، ولا بد من الاهتمام بمقدمة الحذاء بحيث تكون متسعة، حتى يسمح للأصابع بالحركة بما فيه الكفاية، ومنع حدوث الثآليل، والزوائد الجلدية التي تحدث في أسفل القدم والأصابع عندما يكون الحذاء ضيقاً". وعن الطريقة التي يمكن بها معرفة المقاس المناسب للشخص يكون ذلك عن طريق وضع قدمه على ورقة، ثم يحدد بالرسم محيط القدم عليها، ويقارنها مع مقاس الحذاء، فإن كان الحذاء ضيقا؛ فهنا يحب أخذ مقاس أكبر. ويضيف فرج أن عدم استخدام الحذاء المناسب قد يتسبب في حدوث عدوى سواء فطرية أو بكتيرية، أو حدوث زوائد جلدية تعرف باسم: corns, callus أو الثآليل وعين السمكة. كما قد يسبب تقرحات في أقدام مرضى السكر في باطن القدم، وقد يصاب المريض بخدش في قدمه ويواصل الإجهاد عليه مع افتقاد الإحساس الناتج عن التهاب الأعصاب الطرفية، نتيجة ضعف الدفق الدموي للأطراف ومنها القدم".