تفاعل عدد من المتخصصين في الفن التشكيلي مع إشكالية مجسم "غصن الزيتون" الذي نشرته "الوطن"، ورأى الدكتور عصام عسيري أن هناك اختلافا واضحا بين المجسمين وأن الخلاف يدور حول فكرة التصميم وفي أسلوب العرض واختيار غصن الزيتون كرمز يمثل منطقة الجوف، وهي فكرة إبداعية تسجل للفنان. وأضاف: "بالرجوع إلى بعض القضايا التي تقدم بها بعض الفنانين ثبت لي أن بعض المؤسسات الحكومية وغير الحكومية تستفيد من أفكار المصممين من التشكيليين ومن ثم تسليمها إلى المقاولين لتنفيذها بأسعار منافسة تقل عن العروض المقدمة من الفنانين، وبالتالي تجري هذه المؤسسات تعديلات بسيطة على التصاميم وتنفذها دون الرجوع إلى صاحب الفكرة أو التصميم أو إثبات حقه المعنوي والأدبي"، واقترح العسيري على بلدية زلوم الاتصال بالفنان ومحاولة التوصل معه إلى حل حتى لا تفقد التعاون مع فناني المنطقة مستقبلاً. من جانبه أكد الفنان التشكيلي أحمد فلمبان أنه لا يوجد لدينا نظام يحمي الملكية الفكرية في مجال الفنون التشكيلية ويحفظ الحقوق المادية والمعنوية لجميع الأطراف، ولا توجد ضوابط لعملية إعادة رسم اللوحات العالمية التي يمارسها رسامو الأسواق وعرض وبيع الأعمال المستوردة التي تقوم بها الصالات دون وجود وثائق تؤكد أصالتها وصحة توقيع الفنان عليها، كما لا يوجد قانون لضبط السرقات الفنية والغش والاقتباس والاستعانة بالأيادي الماهرة، وهذه كلها للأسف أحد الملامح السلبية للمشهد الثقافي للفن التشكيلي المحلي، وهي ظاهرة مخيفة تشكل خطرا قادما إلى الساحة التشكيلية. ويضيف فلمبان "لقد طرحت هذه المعاناة في مقالات عدة قبل أكثر من عشرين عاماً، وطالبت بضرورة (إيجاد لجنة للمواصفات والمقاييس) ومحكمة فنية، وتفعيل المرسوم الملكي رقم م / 41 وتاريخ 2/7/1424 الخاص بنظام حقوق المؤلف وتطبيقه على الفن التشكيلي للحد من هذه الظاهرة وحفظ الحقوق لجميع الأطراف. مختتماً حديثه بتجربة إيطاليا التي تنص على أن هناك معايير لاستخدام (الأشكال الطبيعية، والرموز الدينية، والحكومية والدولية وآثار الحضارات بما فيها الفنون والفلكلور) وأن هذا حق مشاع، لذا فإن مطالبة الفنان نصير سمارة غير مجدية إلا إذا كان عمله مسجلا لدى جهة معتمدة في المملكة، مثل مكتبة الملك فهد الوطنية، أو جهة دولية وتحمل رقم تسجيل (ردمك). ويتفق معه عضو هيئة التدريس في كلية التربية الفنية بجامعة حلوان الدكتور سعيد سيد الذي يرى أن الإشكالية ليست وليدة اليوم وإنما من سنوات طويلة والحقوق الفنية مسلوبة في كثير من الدول العربية، ويرى أنها لن تنتهي عند حد معين ما لم تكن هناك مراكز أو مؤسسات حكومية تحمي الحقوق الفكرية لكل مبدع وتنتهج فيها سياسة تسجيل الفكرة الإبداعية، شأنها في ذلك شأن شهادات براءات الاختراع التي تُعطى للمخترعين. الفنان التشكيلي الجزائري رانو رأى أن نسبة التطابق في تصميم المجسمين نحو 90% ، وهذا يثبت أحقية الفنان ومطالبه المشروعة سيما وأنه قد تقدم بفكرة التصميم إلى الأمانة منذ أكثر من ثلاث سنوات على حد قوله. ويتفق معه نائب مدير الجمعية العمانية للفنون التشكيلية أحمد مشيخي مؤكداً أن نسبة التطابق بين المجسمين كبيرة، ولذا فإن فكرة التصميم تعد من حق الفنان السمارة، مضيفاً "هذا لا يُلغي أن غصن الزيتون من المشاع إلا أن لكل فنان الحق في أن يحوره ويوظفه بطريقته الخاصة، ولكن أن تكون المطابقة إلى هذا الحد الكبير من باب المصادفة فلا أظن ذلك". مضيفاً أنه يجب احترام ما يطرحه الآخرون من أفكار.