حين تدخل حي النسيم، أحد الأحياء الشعبية الجنوبية بمنطقة تبوك يخيل إليك أنك في حي مخصص لسكن العزاب من العمالة الآسيوية، ولكن سرعان ما تتضح الرؤية بأن ذلك الحي يضم عائلات سعودية، حيث اختلط الحابل بالنابل، وزاحمت العمالة الوافدة أهالي الحي من خلال السكن معهم في البيوت الشعبية والمهجورة، ضاربين بالتعليمات التي تمنع سكن العزاب بجوار العائلات عرض الحائط. واضطر أهالي الحي بعد أن ضاقت بهم السبل إلى تقديم شكوى لقسم الحمراء التابع لشرطة تبوك، يفيدون فيه بانزعاجهم من كثرة العمالة الآسيوية التي بات وجودها داخل الحي يمثل خطراً يهدد أمن السكان، إضافة إلى خوف أهالي الحي على أبنائهم وفتياتهم في ظل انعدام الرقابة على هذه العمالة. وفي هذا الصدد، قال عدد من سكان الحي ل "الوطن" إن معاناتهم لا تكاد تنتهي جراء وجود العمالة بين مساكنهم، حيث يقول المواطن خالد الدولاني إن سكان الحي تجمعوا ورفعوا شكوى حول تكدس العمالة داخل الحي بشكل يخالف الأنظمة التي تمنع وجود العمالة داخل الأحياء السكنية، مشيراً إلى اكتظاظ البيوت الشعبية والمهجورة بمخالفي الأنظمة. واستغرب من تصرف أصحاب العقارات ومكاتب العقار، وعدم مراعاتهم لخصوصية المواطن السعودي، مؤكداً أنه سبق لهم رفع عدة شكاوى ورقية وشفهية لعمدة الحي، للنظر في أوضاع الحي، ولكن دون جدوى. ويضيف المواطن محمد البكري أن حارتهم تغص بأعداد كبيرة من العمالة الوافدة، إضافة إلى إقامتهم بطرق غير مشروعة وغير نظامية، بخلاف جلوسهم على الأرصفة بشكل غير لائق، مطالباً الجهات المسؤولة باتخاذ توصيات وإجراءات عملية للحد من هذه الإشكالية التي يعاني منها أهالي الحي. من جانبه، أكد عمدة الأحياء الجنوبية بالمنطقة غازي عميد العطوي ل "الوطن" تذمر أهالي المنطقة ومطالباتهم بالنظر في أمر هذه العمالة التي تسكن جنباً إلى جنب مع العائلات في الحي، متهماً المكاتب العقارية بعدم التقيد بالأوامر المتبعة أو التأكد من هوية المستأجر، مضيفاً أنه يجب أن تحاسب تلك المكاتب بوضع قرارات صارمة تمنع العزاب من السكن داخل أحياء العوائل. إلى ذلك، أوضح الناطق الإعلامي للجوازات بمنطقة تبوك العقيد منصور الناصر، أن الجوازات تتعقب في الوقت الراهن هذه العمالة، وتستدعي ملاك العقارات لوضع أماكن منظمة لهم، مشدداً على جدية إدارته في محاربة هذه الظاهرة بشتى الطرق المتاحة ضمن خطط معدة لمجمل الأحياء الشعبية.