يتحدث المواطنون في محافظة الأحساء عن التزايد الملحوظ للعمالة الوافدة «العُزاب» وتكدسهم خاصة في الأحياء القديمة وسط العائلات، فقد شكل أولئك عامل طرد حقيقياً لأهالي المحافظة من بيوتهم، فضلا عما أفضى تواجدهم بين الأهالي إلى انتشار الجرائم والممارسات غير الأخلاقية التي نجمت عن تقاليد مغايرة لتقاليدنا الإسلامية والعربية في المملكة .. في رحى هذا الموضوع يتساءل المواطنون عمن يتصدى لأصحاب الشركات والمؤسسات والكفلاء ويمنعهم من إسكان عمالتهم العُزاب من مجاورة العائلات ؟! كما أنه من المتسبب في إسكانهم في أحياء الأحساء ؟.. فهل هو طمع المؤجر وسوء تقديره للعواقب ؟ أم تتوجه أصابع الاتهام إلى العشوائية وسوء التنظيم وضعف الرقابة ؟ .. وفي النهاية متى ينزاح هذا الجار غير المرحب به .. والذي جاور العائلات دون استئذان؟! مشكلات اجتماعية في البداية ذكر المواطن عبدالمحسن الصفراء أن وجود العمالة الوافدة العُزاب في الأحياء السكنية المخصصة للأسر يعتبر مشكلة اجتماعية خطيرة لا يجب إغفالها، وقال الصفراء :» هذه المشكلة في الحقيقة جزء من عملية الخلل في التركيبة السكانية التي تعاني منها المحافظة، وهي نتيجة لعدم وجود أماكن مخصصة فقط لسكن العزاب الوافدة، فوجود هذه الفئة من العُزاب الوافدين في الأحياء السكنية العائلية ينجم عنه الكثير من المشكلات الاجتماعية السلبية كانتشار الجرائم مثل السرقة وغيرها، كما أن زيادة نسبة العُزاب الآسيويين خاصة هنا يؤدي إلى تلوث بيئي واجتماعي خطير بالإضافة إلى انتشار الأمراض، حيث نلاحظ تكدس عدد كبير من العمالة في منزل واحد قديم أو غرفة صغيرة مما يؤدي إلى انتشار الأمراض، وقد تنتقل إلى المواطنين في الحي، كما أن وجودهم يعمل على نقل عادات سيئة دخيلة على مجتمعنا ومخالفة للعادات والتقاليد للبلد» يؤكد عبدالعزيز الفريج ضرورة نقل العمالة الوافدة العُزاب إلى خارج الأحياء السكنية وبناء مساكن لهم وتوفير كافة الخدمات الضرورية قلق نفسي ويضيف عبدالمحسن :» لقد زادت نسبة التأجير للعُزاب من الجنسيات الآسيوية في الأحياء القديمة في الفترة الأخيرة، وأصبح ملاك المنازل المهجورة يقسمون المنزل إلى عدة أقسام لتأجيره للآخرين، وذلك إذ أصبح المردود المالي هو ما يفكر فيه المواطن صاحب المنزل دون النظر إلى العواقب التي من الممكن أن تنتج من ذلك»، ويتابع الصفراء :» حقيقة .. أصبحنا نعيش في قلق دائم ولا نشعر بالأمان أو الاستقرار النفسي، فقد برزت الكثير من المشاكل الخطيرة مثل انتشار الجرائم كالسرقة وغيرها، لذلك أصبحت الأسر تخشى على أبنائها عند مغادرة المنزل، كما حرم الأطفال من متعة اللعب مع أصدقائهم أو حتى زيارتهم، وكذلك النساء اللاتي يقمن بزيارة لمنازل جيرانهم أصبحن يخشين الخروج بمفردهن نظرا لكثافة العمالة في شوارع تلك الأحياء الذين تتطاير أعينهم عند مشاهدة نساء أو أطفال وتترصد لمن يدخل أو يخرج في المنازل، وبالتالي أين دور المسئولين لحل هذه المشكلة التي أصبحت شغلنا الشاغل؟!» مساكن خارج الأحياء وفي رأيه يؤكد عبدالعزيز الفريج ضرورة نقل العمالة الوافدة العُزاب إلى خارج الأحياء السكنية وبناء مساكن لهم وتوفير كافة الخدمات الضرورية, وحتى لا يفهم المقصود بالخطأ .. فنحن نرحب بهم من حيث أنهم يساهمون في بناء المشروعات وحركة التنمية التي تشهدها البلاد، لكن لا يكون ذلك على حساب عاداتنا وتقاليدنا»، ويضيف الفريج :» هناك عدد من الشركات تقوم بتخصيص سكن للعمالة العُزاب بعيدة عن الأحياء السكنية، فعند رغبة أي عامل في قضاء احتياجاته اللازمة فإنه يأتي إلى الأسواق لشرائها ثم يذهب الي مقر سكنه, بالإضافة إلى أن هناك حافلات خصصتها كثير من الشركات والمؤسسات لنقل عمالتها خاصة يوم الجمعة، وهو يوم عطلة العمالة، فتقوم الحافلة بنقلهم إلى وسط الهفوف لقضاء يومهم في الزيارات أو التسوق ثم يعودون إلى مقر سكنهم» حقوق الجار !! ويرى عبدالله العيد أن أهم وسيلة لتحقيق هدف نقل العمالة الوافدة العُزاب خارج الأحياء السكنية هو إلزام ملاك العقارات والمنازل بعدم تأجير العقارات التي تقع ضمن دائرة العائلات السكنية أو إيقاف التأشيرات عن تلك الشركات والمؤسسات والكفلاء الذين لا يستجيبون لتطبيق النظام بعدم زج عمالتهم وسط العائلات، وأردف العيد قائلاً :» في اعتقادي أن العُزاب ينقسمون إلى قسمين : عمالة يعملون لدى شركات ومؤسسات كبرى, وعمالة يعملون لدى كفلاء أو محلات تجارية صغيرة، والجميع يجب توفير مسكن مستقر لهم بعيداً عن العائلات، ولا يترك العامل نفسه يبحث له عن مسكن كما نشاهدهم وهم يجوبون الأحياء باحثين عن سكن، وأستشهد هنا بتنظيم بعض الدول الخليجية المجاورة في التعامل مع إسكان العمالة العُزاب، فهناك دول مجاورة أقامت ما يشبه المدن خارج الأحياء السكنية لسكن عمال الشركات، ووفرت لهم كل الاحتياجات فيها، وأعتبر أن الحل الوحيد لهذه المشكلة هو أن تقوم الشركات والمؤسسات ببناء مساكن أو مجمعات سكنية لعمالها خارج الأحياء السكنية، لم لا ؟! وهي تجني ملايين الريالات من أعمالها بيد أنها تبخل على عمالتها في سكن، فتلجأ إلى الأحياء القديمة لإسكانهم في منازل غير مؤهله للسكن أو بجوار العائلات ضاربين بالأنظمة وحقوق الجار عرض الحائط»، ويضيف العيد :» هؤلاء العمالة لم يختاروا السكن في الأماكن التي تكتظ بالعائلات، وإنما الشركة أو الكفيل هم المسؤولون عن ذلك ولا ذنب لهم، فهم عمال يقومون بخدمة الجميع، ويجب ألا نكثر من اللوم عليهم في هذه النقطة، بل يجب توجيه اللوم إلى حيث يجب أن يوجه، إلى ملاك الشركات الذين لا يتورعون عن القيام بخطوات ضد مصلحة العمال وضد مصلحة السكان أيضا، فهم وحدهم القادرون على حل هذه المشكلة وليس غيرهم «
الناصر: العمالة الآسيوية أكبر نسبة عُزاب في حي الكوت القديم وفي سياق الموضوع تحدث المواطن ناجي الناصر فقال :» أعتقد أنه آن الأوان للإسراع في حل مشكلة سكن العمالة الوافدة وسط العائلات، لأن مضايقاتهم لم تعد مقبولة، ففي حي الكوت وحي النعاثل والصالحية في مدينة الهفوف تعتبر هذه الظاهرة متفشية بشكل مخيف هناك، ذلك لأن بيوت العائلات والعُزاب واقعة جنبا إلى جنب بعد اختيار كثير من أصحاب المحلات والكفلاء لهذه الأحياء لإسكان عمالتهم، وذلك بسبب وجود منازل قديمة وقيمة إيجارها قليلة وموقعها مميز وقريب نسبيا من أماكن عمل هؤلاء، وهذا ما فاقم من هذه الظاهرة»، ويضيف الناصر :» للأسف الشديد تمثل العمالة الآسيوية أكبر نسبة من العُزاب في حي الكوت القديم، والطامة الكبرى هي عدم معرفتهم للعادات والتقاليد وعدم احترامهم لخصوصيات البلد, فكم مرة وجدت نفسي مضطرا للدخول في مشادات كلامية مع بعض هؤلاء العمال بسبب الملابس التي يرتدونها في الشارع, إذ لا يتورع أحدهم عن الخروج إلى الشارع وهو يلبس إزاره فقط ولا يلبس حتى القميص، وبذلك يكون الجزء العلوي من جسمه مكشوفا، وهذا ما يزعجني جدا, فبعضهم إذا طالبته بالدخول يستمع ويدخل ويرتدي ملابسه كاملة، أما البعض الآخر فلا يعيرك أي اهتمام، والجواب الجاهز دائما هو الجواب المعروف (ما فيه معلوم عربي) وهذا ما يسبب إزعاجا مستمرا «