"هذا اللي باقي.. أطلع بالتلفزيون!" جملة تعلن عدم تجاوب المجتمع السعودي مع الإعلام، وتصدم وتحبط الإعلاميات حين يتجهن لنظيراتهن من سيدات المجتمع عندما يرفضن المشاركة في لقاء تلفزيوني أو تحقيق صحفي. واعتبرت ضيفات ملتقى الإعلاميات الأول في جمعية جود الخيرية بالمنطقة الشرقية مساء أول من أمس أن هذه العبارة تعد من أهم أسباب وجود فجوة بين الإعلام والمجتمع. وناقشت عضوات من جمعيات خيرية ومؤسسات تربوية واجتماعية مع إعلاميات سعوديات في الملتقى أسباب الفجوة بين الإعلام ومختلف الدوائر والمؤسسات مع الوقوف على أسبابها، وأهمها عدم الإلمام الكامل بالمؤسسات وعدم توفر الإمكانات المادية والبشرية. وأشارت المذيعة عفاف المحيسن في محور ناقشته في الملتقى إلى أهمية الإذاعة، كونها مرافقة لطبيعة المرأة العاملة حاليا والتي تجد الإذاعة في سيارتها ويمكنها الاطلاع على الأخبار من خلالها، فتكون النافذة، ويمكنها الاستماع إليها خلال أدائها أعمالها الحياتية العادية، إلا أن المحيسن ترى أن قلة عدد المذيعات السعوديات في الوسط الإعلامي السعودي تقلص التواصل بين الإذاعة وجميع المؤسسات المجتمعية بما فيها الأفراد، مرجعة ذلك لأسباب اجتماعية ترفض أو تخجل من ظهور صوت أو صورة المرأة السعودية في الإعلام، إلى جانب عدم وجود دليل إرشادي عن الإعلاميات يسهل الوصول إليهن قبل الحدث المراد تغطيته إعلاميا. وأوصت مديرة جمعية جود الخيرية منيرة الحربي على إثر النقاش في الملتقى بضرورة إسهام الوسط الإعلامي في ترسيخ العمل الخيري ومضاعفة البرامج المهتمة بالعمل الخيري والتعاون للتخطيط لإقامة الحملات الخيرية، والسعي الحثيث للتواصل من الطرفين، وإرسال رسائل إيجابية وتسليط الضوء على الإيجابيات لدى الجمعيات والأعمال الخيرية وارتفاع المصداقية في العلاقة والنقل والنشر.