أثار نص مسرحية "مجرد نفايات" للكاتب العراقي قاسم مطرود جدلا بين المداخلين خلال القراءة النقدية التي قدمها الدكتور عاطف بهجات مساء أول من أمس وأدارها إبراهيم الحارثي، وذلك بعد نهاية عرض المسرحية التي عرضتها فرقة الجمعية العمانية للمسرح ضمن فعاليات مهرجان الطائف لمسرح الشباب الأول الذي تنظمه جمعية الثقافة والفنون بالطائف. ودار الجدل الذي أطلق شرارته الدكتور علي الرباعي بتساؤله: "هل لا يزال نص قاسم مطرود مناسبا بعد أحداث الربيع العربي التي عصفت بالدول العربية، وأعادت صياغة كيفية تعامل رجل الأمن الشديد الذي يحكم قبضته على المواطن ويكون أداة تعذيب للمجتمع كما صوره قاسم مطرود". مخرج المسرحية خالد بن سيف العامري قال "إن أحداث الربيع لم تغير من الأمر شيئا، لا ينقل إلينا إلا ما تلتقطه الكاميرات ولا يزال الأسر والقمع والحرب في الخفاء". وكان الدكتور بهجات قد بدأ قراءته النقدية بالحديث عن كاتب النص العراقي قاسم مطرود مستعرضا شيئا من سيرته الذاتية، ثم تناول نص مجرد نفايات بالحديث، مشيرا إلى أنه مونودراما تعالج إشكاليات ذاعت في العراق على مدار 3 عقود من منتصف السبعينات في القرن الماضي وحتى منتصف العقد الأول من الألفية الثالثة تقريبا، وهي علاقة إشكالية المثقف بالسلطة التي عانى منها المبدعون العراقيون في تلك الأيام. وبين أن المسرحية تعالج موقفا إنسانيا عاما، لكونها من مسرحيات الموقف التي لا تغفل مجال تصوير الأبعاد النفسية، وحرص الكاتب فيها على ربط الشخصيات في أبعادها بالموقف. وأشار إلى أن عنوان النص عنوان قيم يمتزج فيه المفهوم بالقيمة حيث يوحي العنوان بالذلة والمهانة ويقيد الدلالة ويحصر القيمة في معادلتها للنفايات. وأضاف أن المونودراما تعبر عن موقف درامي يحاول فيه البطل تغيير حالته الحاضرة بالتخلص من خبرات مؤلمة للذات التي تمارس حريتها في التعبير لذلك يغلب عليها المونولوج أو المحاورة الذاتية. وتطرق بهجات لفصول المسرحية حتى وصل إلى مشهد الختام الذي يمثل البطل فيه الانسحاب من الحياة، مشيرا إلى أن البطل كان شخصية عبثية في مونولوجه الذي جاء أقرب إلى الشطحات في لحظة إفاقة أو الهلوسة الناتجة عن خبرة سابقة استقرت في الذات ولا تخرج إلا عندما يستشرف الإنسان الموت. وتناول بهجات العرض المسرحي بشيء من القراءة وكيف استطاع مخرج المسرحية العماني خالد العامري أن يتعامل مع نص قاسم مطرود، ملمحا إلى بعض الملاحظات التي رصدها من خلال متابعته للعرض المسرحي. وأشار الكاتب المسرحي فهد ردة الحارثي في مداخلة له إلى أن البطولة الحقيقية كانت في التعامل مع النص، مشيرا إلى أن المخرج استطاع أن يبسط الأدوات، ولم يشعر المتلقي بفراغات وملل وكان العرض متماسكا.