على هامش مهرجان الطائف لمسرح الشباب قدم مساء يوم الجمعة الأول عرضين مسرحين الأول كان لفرقة الفن الحديث بالجمعية العمانية للمسرح بعنوان « مجرد نفايات « من تأليف العراقي قاسم مطرود و اخراج خالد العماري وهي مسرحية منو دراما من فصل واحد ..تتناول المسرحية في مجملها مجموعة من الرسائل الإنسانية التي تتعمق في سبر أغوار الشخصية البشرية التي تتعرض لعدد من الضغوطات في مقابل الوقوع في الخيانة . كان الممثل عبدالحكيم الصالحي بارعا في الحركة الجسدية على المسرح خاصة في مشاهد التحقيق والتعذيب ،إذ استفاد من مساحة المسرح بشكل جيد وخاصة في حالة الانتقال من مشهد الى آخر و مما زاد من إبداع الممثل وجود مخرج متمكن هو خالد العامري الذي تمكن من الإمساك بعوالم النص والسينوغرافيا التي كانت احد أبطال العرض فرغم بساطتها، استطاع المخرج وبطريقة سلسلة ودون تعقيدات من إيصال فكرة العمل خاصة في استخدام الديكور بشكل ملفت . بعد ذلك كانت هناك جلسة نقدية تطبيقية للدكتور عاطف بهجات استاذ النقد الادبي الحديث بجامعتي عين شمس والطائف بادارة المسرحي ابراهيم الحارثي ووجود مخرج العمل خالد العامري. تحدث د. بهجات عن العرض بصورة عامة وأكد على ان نص «مجرد نفايات» للكاتب العراقي قاسم مطرود، مونو دراما تعالج إشكالية سادت في العراق على مدار عقود ثلاثة من منتصف السبعينيات في القرن الماضي حتى منتصف العقد الاول من الألفية الثالثة تقريبا وهي إشكالية علاقة المثقف بالسلطة التي عانى منها المبدعون العراقيون في تلك الايام. وعن الصراع الذاتي للشخصية في العرض يقول بهجات: ينمو هذا الصراع داخله عندما يضع كيسي قمامه فوق بعضهما على هيئة رجل - وكأنهما هو- يركلها بالاقدام في استحضار للحظة صراع مضت فتحول من الآدمية الى الشيئية في مشهد عبثي حيث انعدم الفرق بينه وبين النفايات. وقد اكدت المداخلات على روعة العمل ونجاح المخرج في التمكن من أدواته الإخراجية والشجاعة في اخراج هذا النوع من النصوص ليقدمه على المسرح. بعد الجلسة التطبيقية قدمت جمعية الثقافة والفنون بنجران عرضها «رصيف 7» من تاليف صالح زمانان واخراج سلطان الغامدي. المسرحية تقوم على فكرة شخصية تائهة في الخط الفاصل بين احلام اليقظة واحلام المنام حيث يبقى البطل معلقا وهو يقظ بحلم النوم الذي لا يتركه حتى يعبر به مجموعة من الأرصفة ولكل رصيف حكاية وقصة ليصل للرصيف 7 ليخرج من الحالة التي فيها ليعود للنوم والواقع المرير وقد قام المخرج بإسقاطات اجتماعية وفكرية وتمكن من ضبط ايقاع العمل وحركة الشخصيات من خلال تطويعه للنص وكان للممثلين دور كبير في امتلاك القدرة على إظهار المشاعر والعواطف . وقد تحدث بعد العرض في الجلسة التطبيقية د. على الرباعي مشيرا الي ان العمل يقوم على تجربة حدسية ترمز الواقع وتتحايل عليه وتطرح إشكالية الذات والآخر والهوية المزعومة والفكر والكينونة ما يحيل الفضاء المكاني الى أرصفة وتطلعات الفرد مجرد حلم ويتابع الرباعي مبينا ان لغة النص مترابطة وتنم عن وعي مكن من التلازم واتصال الأفكار وتسلسلها في خط درامي مدهش .