وصف الدكتور عاطف بهجات مسرحية «مجرد نفايات» التي تم عرضها مساء أمس الأول ضمن مهرجان مسرح الشباب الأول بمحافظة الطائف، بأنها تعالج موقفاً إنسانياً عاماً، وأنها لم تغفل مجال تصوير الأبعاد النفسية، حيث حرص الكاتب فيها على ربط الشخصيات في أبعادها بالمواقف. وتحدث بهجات عن كاتب النص قاسم مطرود، وقال إن إبداعه يغري بالدراسة، لدرجة أن أحد الباحثين المغاربة أنجز رسالة علمية حول إسهامات مطرود في النص المسرحي. وقال بهجات إن عنوان النص قيمي، يمتزج فيه المفهوم بالقيمة، حيث يوحي بالذلة والمهانة، ويقيد الدلالة، ويحصر القيمة في معادلتها بالنفايات، وتعبر المونودراما عن موقف درامي يحاول فيه البطل تغيير حالته الحاضرة، بالتخلص من خبرات مؤلمة للذات التي تمارس حريتها في التعبير، لذلك يغلب عليها المونولوج، أو المحاورة الذاتية. وتطرق بهجات لفصول المسرحية، حتى وصل إلى مشهد الختام الذي يمثل البطل فيه الانسحاب من الحياة، مشيراً إلى أن البطل كان شخصية عبثية في مونولوجه الذي جاء أقرب إلى الشطحات في لحظة إفاقة، أو الهلوسة الناتجة عن خبرة سابقة استقرت في الذات، ولا تخرج إلا عندما يستشرف الإنسان الموت. أما الدكتور علي الرباعي، فتناول نص مسرحية «رصيف 7»، الذي قدمته فرقة نجران بالحديث. مشيراً إلى أن النص تجريبي، ويعتمد كثيراً على الرمزية والإحياء، وفيه صناعة لعدد من المفاهيم ذات الدلالات، والمتعلقة بالإنسان في هذا البلد، وبيَّن أن «رصيف 7» يعتمد على التجربة الحدسية التي ترمز للواقع، وفيه إحالة للفضاء المكاني إلى أرصفة تتفاعل مع مَنْ يسير عليها، وتعبر عما يدور في داخل الفرد. وبيَّن أن النص جاء مثقلاً، وفيه عبء، ولكنه عبء غير عبثي، ولا فارغ من المضامين، وأشار إلى أن فكرة النص تداخل فيها الهم الخاص مع الهم العام. مشيراً إلى أن لغة النص المترابطة استوقفته كونها تنم عن وعي، وإتقان للحوار الذي جاء واقعياً. كما تحدث الرباعي عن «رصيف 7»، مشيراً إلى أن التكامل بين الكاتب والمخرج والممثل وفريق العمل كان واضحاً، وأشار إلى أنه يعتقد أن المخرج كان بإمكانه أن يفكك النص ويعيد بناءه. واستعرض فصول العرض، مختتماً حديثه بقوله «لو أن المخرج تجرأ على العمل وجعله رصيفاً واحداً، لكان أفضل، ف»رصيف 7» كان يكفي عن بقية الأرصفة الأخرى.