منال الجهني فتاة في الثالثة والعشرين من عمرها، تستعد حاليا للزفاف وبدء حياة جديدة، إلا أنها تواجه مشكلة في الوزن، ليست زيادته كالمعتاد ولكنها نقص الوزن، مما دفعها لمحاولة زيادة وزنها قدر المستطاع وفي أقصر مدة ممكنة. ولجأت منال إلى تناول أحد أغذية الأطفال الجافة بنكهة العسل لسماعها بأنه يزيد من الوزن إضافة إلى استخدامها لعدد من الفيتامينات الفاتحة للشهية، إلا أن وزنها لم يزل تحت سقف الأربعين كيلو جراما. ومشكلة منال التي تعاني منها الكثير من الفتيات ليست مشكلة خاصة ولكنها ناتجة عن سوء التغذية. فتقول إنها منذ المرحلة المتوسطة بدأت تميل إلى تناول الوجبات السريعة حيث بدأ وزنها الذي كان 48 كيلو في الانحدار حتى بات الآن 37 كيلو، وأشارت إلى أنها كانت تمتنع عن تناول الطعام المعد بالمنزل والأرز عند وضع معجون الطماطم عليه وتلجأ إلى تناول الوجبات السريعة والإندومي. وأضافت أنها ستحتفل بزواجها بعد شهرين وأن تفكيرها بحياتها المقبلة ومسؤولية الحياة الزوجية دفعتها إلى السعي لزيادة وزنها في فترة وجيزة بأي طريقة كانت. وعلى العكس مما هو شائع عن المجتمع السعودي من أن السمنة هي أحد المظاهر غير الصحية التي تتهدده، يشير رئيس مركز المدينة الرياضي الكابتن ماهر نور إلى أن 55% من الفتيات اللواتي يترددن على النوادي الرياضية في منطقة المدينةالمنورة يعانين من النحافة المفرطة مقابل 45% يعانين من السمنة، مرجعاً ذلك إلى إهمالهن للغذاء منذ مراحل الطفولة ونقص البروتين، وتناول الأطعمة غير الملائمة لفصيلة الدم لديهن حيث إن بعضها يؤدي إلى انخفاض الوزن، مؤكداً أن تلك النسبة خاصة بالفتيات غير المتزوجات أما السيدات المتزوجات فنسبة السمنة تفوق لديهن النحافة. وذكر أنه من خلال البرامج الغذائية التي تنظمها مدربة النادي للفتيات لوحظ أن النحافة تفوق السمنة. وقال: أغلب الفتيات يجهلن أهمية تناول الغذاء المناسب لفصيلة دمهن فلكل فصيلة نوعية معينة من الأغذية تخفض الوزن أو تزيده، حيث إن المأكولات التي تزيد الوزن لدى فصيلة الدم"o" هي الفاصوليا الخضراء والعدس والملفوف والقرنبيط والمأكولات التي تخفضه ثمار البحر(أي غذاء غني باليود) واللحوم الحمراء والسبانخ والبروكلي والكرنب. فيما تزيد اللحوم (يخزنها الجسم كدهون) والحليب ومشتقاته والفاصوليا وتناول القمح بإفراط يزيد من الوزن لدى فصيلة الدم "A" فيما تخفض الوزن الزيوت النباتيه وفول الصويا والخضار والأناناس. أما فصيلة الدم "B" فتناول أصحابها للذرة والعدس والفول السوداني والسمسم والقمح يزيد من وزنهم، وتخفض الخضار واللحوم والكبد والبيض والحليب ومشتقاته قليلة الدسم أوزانهم. ويناسب فصيلة الدم "AB" لزيادة الوزن اللحوم الحمراء والفاصوليا الحمراء والخضراء الكلوية والبذور-الذرة والحنطة السوداء، ويفضل لخفضه التوفو وثمار البحر والألبان والأجبان والخضار الخضراء والأناناس وينصح نور أصحاب هذه الفصيلة بتناول الديك الرومي والكبد وأسماك السردين والتونة والبيض. أما عن أسباب السمنة لدى الفتيات، فقال نور إن أهمها قلة الحركة والأكل بين الوجبات والإكثار من المعجنات والحلويات وعدم ملاءمة نوعية الطعام لفصيلة الدم إضافة إلى أسباب نفسية وأخرى وراثية. وأشار إلى أن بعض الفتيات يتبعن طرقا خاطئة لعلاج السمنة منها اتباع أنواع من الريجيم القاسي الذي يفقد الجسم التوازن بين عناصره الأساسية مثل "الكيميائي" الذي لا يدوم أثره طويلاً بمجرد الانتهاء منه، حيث يعود الجسم لاكتساب الوزن القديم وربما يزيد عنه وذلك لعدم تغير النمط الأساسي في طريقة الأكل والحركة اليومية لخسارة السعرات المختزنة. وفي المقابل تؤكد عميدة كلية علوم الأسرة بجامعة طيبة والمتخصصة في علم التغذية الدكتورة سها بنت هاشم عبدالجواد أن عواقب السمنة خاصة بالمجتمع السعودي أخطر من النحافة وأوضحت أن استبيان شمل 300 فتاة بجامعة طيبة كشف أن زيادة الوزن تفوق النحافة، مشيرة إلى أن الطالبات يعانين من زيادة بالوزن وليس سمنة لأن الزيادة لديهن لم تتجاوز 25%، حيث إن الوزن المثالي يعود لقياس الوزن مع الطول والعمر. وعن الأغذية التي تتناولها الفتيات اللاتي يعانين من النحافة ويجب الابتعاد عنها، قالت في الغالب يركزن على الوجبات السريعة الخالية من القيمة الغذائية والغنية بالسعرات الحرارية. وتؤكد الأستاذ المساعد بقسم التغذية بكلية علوم الأسرة بجامعة طيبة الدكتورة نيرمين نجاح النشار أن النحافة بين فتيات المدينة تفوق السمنة محذرة من خطرها على الفتيات خاصة في مرحلة النمو. وأشارت إلى أن الأنيميا بصفة عامة يعاني منها أغلب فتيات المنطقة نتيجة الإهمال وسوء التغذية بالبروتين الحيواني والاعتماد على الفطائر والعصائر والبطاطس المقلية والمشروبات الغازية والأطعمة الجاهزة من المطاعم ومحلات الوجبات السريعة دون أن تحاول الفتاة دخول المطبخ وإعداد وجبتها الغذائية بنفسها. وقالت إن سمنة الفتيات في هذه السن لا تشكل خطرا عليهن بخلاف النحافة التي تؤثر على نمو أجهزة الجسم بصورة سليمة وبالتالي تؤدي إلى نقص الحديد والتأثير على نشاطهن وتركيزهن، مشيرة إلى أن الحديد يخزن بالكبد ويكفي لمدة 6 أشهر بعدها يبدأ في التناقص.