حذر استشاري في الأمراض الصدرية للأطفال من خطورة فصل الشتاء على الأطفال المصابين بمرض الربو، حيث يلعب الطقس البارد دورا مهما في تحفيز الإصابة بنوبة الربو. وأكد الدكتور مسلم الصاعدي الاستشاري بمستشفى دله في الرياض أن الربو يعد من أكثر الأمراض انتشارا وسط الأطفال في المملكة وتقدر نسبته بأكثر من 20%، مشيرا إلى أن أعراضه تتمثل في انقباض الصدر وضيق التنفس، إضافة إلى صعوبة الزفير. وأضاف أن بعض الأشخاص يعتقد أن فصل الشتاء سيقلل من أعراض الربو من خلال التقليل من الملوثات العالقة بالجو، ولكن ما يحدث في الواقع هو العكس، فمن الملاحظ وفقا لدراسة متخصصة في هذا المجال أن هناك زيادة كبيرة في نوبات الربو خلال فصل الشتاء، وقد وثق علميا ازدياد حالات الربو في عدد من المدن الغربية بصورة كبيرة ووبائية. وعزا الدكتور الصاعدي هذه الظاهرة إلى عدة عوامل من أهمها عاملا الهواء البارد والتهابات المجاري التنفسية العلوية، الناتجة عن الفيروسات مثل الأنفلونزا وفيروس الرينوفيرس، فالهواء البارد وحده قادر على تحفيز نوبة الربو عند بعض المرضى، حيث يعتقد أنه يعمل على تحفيز منبهات عصبية في الرئة التي بدورها تعمل على تفعيل عملية الالتهاب وحدوث تضييق في القصبات وما يتبعه من أزيز وضيق في التنفس. ولفت إلى أنه يبدو من الصعب تجنب التعرض لتلك العوامل، إلا أن هناك طرقا للحفاظ على صحة وسلامة مريض الربو خلال فترة الشتاء، منها السيطرة على الأعراض البسيطة قبل تطورها إلى مشاكل أخرى، وأفضل طريقة لذلك هي الالتزام بأدوية الربو الموصوفة، فمن الملاحظ أن كثيرا من المرضى عندما يشعرون بتحسن في فصل الصيف، وتقل النوبات التي تصيبهم يعمدون إلى ترك أدويتهم، الأمر الذي يجعلهم أكثر قابلية للإصابة بالنوبات مع حلول فصل الشتاء. ونصح الدكتور الصاعدي بضرورة تجنب الأبخرة والعطور ودخان شبة النار في فصل الشتاء وغيرها. فيما شدد على المريض بسرعة الاتصال بالطبيب عند شعوره بتصاعد أعراض الربو، مؤكدا أنه كلما كان التعامل مع الحالة أسرع تجنب المريض حدوث مضاعفات أخرى. كما نوه إلى ضرورة أخذ التطعيمات اللازمة لمرض الأنفلونزا الموسمي.