لم تتخيل نورة غانم خريجة الثانوية العامة أن تصادق في حياتها عجوزا وترعاها وتعنى بكل شؤونها في المنزل وأن تقدم لها الطعام والدواء وتقيس لها مستوى السكر في الدم وتعتاد رؤيتها 8 ساعات يوميا بمعدل 6 أيام بالأسبوع، وأن تحادثها في شتى جوانب الحياة وتشتاق لها في الإجازة الأسبوعية. إلا أن انضمامها لبرنامج الرعاية المنزلية الخاصة وحملها وظيفة "جليسة" جعلها تعايش كبار السن في منازلهم وتقضي معهم على حد قولها أجمل اللحظات بعد أن كانت حبيسة المنزل بلا عمل أو هدف تسعى له في الحياة. وقد نجح برنامج الرعاية المنزلية الخاصة التابع لمركز عطاء الخير بجمعية فتاة الخليج الخيرية النسائية في الخبر بتخريج 30 متدربة على برامج الرعاية المنزلية الخاصة المقدمة لثلاث فئات، هي: كبار السن، ذوو الاحتياجات الخاصة والأطفال الرضع. وأوضحت مديرة البرنامج منى العجاجي في حديث خاص إلى "الوطن" أن البرنامج يحمل طابعا إنسانيا يهدف إلى استثمار طاقة الفتيات ممن حصلن على الثانوية العامة في برنامج تأهيلي تثقيفي صحي يقدم خدمة للفئات الثلاث بجانب إيجاد دخل مادي ثابت للفتاة وتغيير نظرة المجتمع عن العمل التقليدي المألوف للفتاة إلى عمل يتسم بالعطاء والتميز وإثبات الذات حيث تنضم الطالبة للبرنامج مدة 9 أشهر تتلقى خلالها دروسا في الخدمة النفسية والصحية والاجتماعية والدينية في جامعة الدمام كلية التمريض كدراسة نظرية بجانب دورة في الحاسب الآلي واللغة الإنجليزية تليها مرحلة التطبيق عبر زيارة دار الرعاية الاجتماعية ومركز التأهيل الشامل ودار الحضانة الاجتماعية وعدد من المستشفيات وبعد اجتيازها للمرحلة تتخرج وتعمل إما في المستشفيات مساعدة ممرضة أو في المنازل ترعى كبار السن أو ذوي الاحتياجات الخاصة بعقود موثقة وشروط خاصة تكفل لهم حقوقهم. من جهتها، تؤكد عضوة البرنامج منيرة الصقير على أهمية الدعم المادي لاستمرار البرنامج وتحقيق مزيد من النجاح حيث تتكفل الجمعية بمصاريف 30 متدربة سنويا بمبلغ 15 ألف على كل فتاة ما يتطلب جهة راعية للبرنامج تنقذ الخريجات من البطالة وتعمل على إحلال المواطنات مكان المقيمات في العمل وهو برنامج عالمي مطبق في عدد من الدول. وتعد المنطقة الشرقية الأولى في تطبيقه في المملكة. وأشارت إلى دعوة جمعيات خيرية بمدينة الرياض لاستضافة عضوات البرنامج ودراسة إمكانية تطبيقه بعد الاستفادة من تجربة المركز في تحقيق أهداف البرنامج، فيما أوضحت مشرفة البرنامج هيا السهلي أن حماس الفتيات كان أكبر دافع لاجتيازهن العوائق خاصة العرفية ورغبتهن في اقتحام سوق العمل بوظيفة جديدة عليهن وعلى المجتمع الذي رفض هذه الصورة من الأعمال مبدئيا إلا أن تولي جمعية خيرية للبرنامج وتوالي الحملات الداعمة والمشجعة للبرنامج كان له الدور الكبير في تخطي الصعاب حيث تشجعت الباحثات عن عمل في الانضمام للبرنامج والتسجيل فيه كما اطمأن أولياء الأمور على بناتهم اللاتي لقين الدعم المادي والمعنوي من البرنامج الذي حقق لهن فرصة وظيفية ودخلا ماديا ثابتا.