حولت جمعية خيرية في مدينة الخبر، 30 فتاة من فقيرات يتلقين المساعدة، إلى اختصاصيات في تقديم «الرعاية المنزلية الخاصة»، برواتب تصل إلى آلاف الريالات شهرياً. وتقدم الفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 20 إلى 40 سنة، خدماتهن إلى المواليد الجُدد، وذوات الاحتياجات الخاصة، والمُسنين، في منازلهم، بنظام الساعة، التي تصل أجرتها إلى مئة ريال. وكشفت لجنة «عطاء الخير»، التابعة لجمعية «فتاة الخليج» في الخبر، في مؤتمر صحافي عقدته أمس، عن مشروع «الرعاية المنزلية الخاصة»، الذي انخرط فيه عدد من فتيات الأسر المستفيدة من خدماتها، بعد أن تعاقدت الجمعية مع جامعة الملك فيصل، لتدريبهن وتأهيلهن وفق منهج علمي خاص، حول أسس التمريض، وتقديم الرعاية. وتستمر فترة التدريب والتأهيل لنحو عام، حتى تصبح الفتاة قادرة على تقديم العناية المنزلية. وكشفت المشرفة على المشروع حصة العليان، عن الأهداف التي يسعى إليها المشروع. وقالت: «استثمار جهود الفتيات السعوديات ممن حصلن على شهادة الثانوية العامة، من خلال الانخراط في برنامج تأهيلي تثقيفي صحي، يحقق خدمة لفئات المجتمع»، مضيفة أن الأهداف تشمل «إيجاد دخل مادي ثابت للفتيات وأسرهن، وتنوع وسائل العمل، وتحقيق الرضا عن النفس بعمل إنساني، وتغيير نظرة المجتمع عن العمل النمطي المألوف للفتاة، وإيجاد فرص عمل بمؤهل علمي تدريبي»، مشيرة إلى أن الفكرة تُطبق في الدول المتقدمة، مثل إنجلترا. وأوضحت العليان، أن الفكرة «انبثقت منذ عامين، لمساعدة بنات الأسر التابعة للجمعية»، موضحة أن الشهادة «مُعتمدة من جمعية فتاة الخليج». فيما أوضحت منيرة الصقير، المشرفة على الفتيات اللاتي انخرطن في البرنامج قبل ستة أشهر، أن «لجنتا عطاء الخير والصحية في الجمعية ارتأتا أهمية تقديم العون لفتيات الأسر المنتجة، فتم إطلاق البرنامج، بالتعاون مع جامعة الملك فيصل، لمدة ثلاثة أعوام، بعد أن تم تأهيليهن ذاتياً، وإلحاقهن في دورات حول فن التعامل، واللغة الإنكليزية، والحاسب الآلي، والإسعافات الأولية. كما تم توفير الاحتياجات كافة لهن، بتبرعات من فاعلي خير». وأضافت الصقير، «سنقيم في نهاية شهر محرم الجاري، مهرجان «الأحساء في عيوننا»، ليكون مصدر دخل لدعم برنامج «الرعاية المنزلية الخاصة»، وتأهيل الفتيات على أكمل وجه، لمباشرة عملهن بعد نحو ستة شهور». وحول طبيعة العمل، حددت اللجنة المشرفة على البرنامج، عدداً من الاشتراطات، أبرزها أن «يقتصر عمل الفتاة على تقديم الرعاية والعناية المنزلية، وليس الخدمية أو تنظيف المنزل». وأوضحت الصقير، ان «عمل الفتيات سيبقى تحت مظلة الجمعية. ونقوم بزيارات ميدانية للفتيات، للاطمئنان على سير العمل، الذي سيكون بحسب نظام الساعات. ولا يقل أجر الساعة عن مئة ريال، علماً أن أعلى حد هو ثمان ساعات يومياً، ومن دون مبيت»، مؤكدة أهمية «موافقة أهل الفتاة على عملها. ويستمر العقد لمدة ثلاثة أعوام، وبعد إنهاء المدة يمكن للفتاة أن تعمل في إحدى مؤسسات الدولة الاجتماعية». وأضافت «خلال فترة التدريب تتسلم الفتاة مكافأة كل ثلاثة شهور. أما عند بدء العمل فيتم تسليمهن الرواتب بإشراف لجنة عطاء الخير». وأضافت «نشرف على عمل الفتاة، ونقوم بدرس وضع الأسرة، التي ستعمل لديها، وبخاصة من الناحية الاجتماعية، للحفاظ على الفتيات». بدورها، أكدت مديرة مركز «عطاء الخير» منى العجاجي، أن «الفتيات ينفذن التدريبات الميدانية في دار الرعاية الاجتماعية في الدمام، ومركز التأهيل الشامل، ودار الحضانة الاجتماعية في الدمام، والمستشفيات والمراكز الطبية المتخصصة»، موضحة أن من ضمن أهداف البرنامج «تحقيق السعودة، وتوظيف الفتيات بعد التدريب». وقالت: «إن فريق العمل المشرف على البرنامج يتكون من سبع عضوات». وأوضحت أنه تم «رسم سياسة مالية للمشروع، والبحث عن ممول له، إضافة إلى مساهمة جامعة الملك فيصل فيه بمبلغ 80 ألف سنوياً. وتضمنت مراحل تنفيذ المشروع عمل استبيانات، لاستطلاع آراء الفتيات والأسر الراغبة. كما تم أخذ تعهد على الفتاة بالالتزام بأنظمة الدراسة وما بعدها».