استثمرت جمعية خيرية بالخبر جهود 30 فتاة سعودية حاصلات على الثانوية العامة، لتطلق أول مشروع سعودي للرعاية المنزلية الخاصة أخيرا بالتعاون مع كلية التمريض بجامعة الملك فيصل، وذلك بعد أن أسفرت لقاءات عصف ذهني لست سيدات سعوديات عضوات في مركز عطاء الخير التابع لجمعية فتاة الخليج الخيرية، استمرت سنتين بإيجاد نوع جديد من الوظائف النسائية لم تعهدها السعودية. ويأتي مشروع الرعاية المنزلية عقب تأهيل المتدربات أكاديميا وفق برنامج تثقيفي صحي يستمر لمدة سنة، عمل خصيصا لهن يتناول أساليب وطرق الرعاية المنزلية لثلاث فئات هي المسنات وذوي الاحتياجات الخاصة والأطفال الرضع، علاوة على التدريب الذاتي على المهارات الإدارية الذي يسبق البرنامج الأكاديمي، من حاسب آلي ولغة إنجليزية ودورة إسعافات أولية وتطوير ذات وأساليب التعاطي مع هذه الفئات. وأبانت منيرة محمد الصقير (إحدى العضوات المؤسسات ومشرفة على المتدربات) أن تدريب فتيات مواطنات على رعاية المسنات والمعاقين والأطفال الرضع داخل منازلهم غير مألوف، والاعتيادي في المجتمع السعودي عدم رؤية المسنين يذهبون للدار التابعة للدولة، وهو ما يفسر أن عددهم لايتجاوز 17 مسنة، وتضيف: “من هنا نبعت الفكرة لرعاية هؤلاء داخل أسرهم رعاية تمريضية صحية منزلية بأياد سعودية”. وأشارت إلى أن الفتيات سيعملن تحت مظلة جمعية فتاة الخليج ثلاث سنوات، وتقوم الجمعية خلال ذلك بالمتابعة والإشراف المباشر لهن بعد دارسة حالة ووضع الأسرة التي ستقوم الفتاة على رعايتها وفق نظام عمل بالساعات، يتجاوز في أقصاه ثمان ساعات ولا تقل قيمة الساعة عن 100 ريال، وتشمل الرعاية الصحية فقط من قياس السكر والضغط وخلافهما. لافتة أن الهدف الرئيس الذي ارتكز عليه المشروع هو إيجاد بيئة صحية آمنة لهذه الفئات من النساء سواء (مسنات أو معاقات)، وسد ثغرة موجودة في المجتمع تتمثل في حاجة شريحة للرعاية المنزلية، وسعودة هذه الوظيفة التي لاقت طلبا عليها في السنوات الأخيرة من قبل فئات المجتمع، علاوة على إيجاد دخل ثابت للفتاة السعودية، لتجفيف منابع البطالة المتفشية بين أوساطها وتغير الصورة الذهنية الراسخة في أذهان المجتمع عن العمل النمطي للفتاة. وعن آلية التنفيذ تشير حصة العليان (إحدى العضوات) إلى أن تمويل المشروع في البداية كان من مساعدات وتبرعات خيرية ترد إلى المركز فقط دون أي تمويل آخر. وأوضحت أن 30 فتاة سعودية بدأن التطبيق الفعلي الآن في مؤسسات وزارة الشؤون الاجتماعية، كدار المسنات وغيرها للبرنامج الأكاديمي الذي خصص لهن في جامعة الملك فيصل، والذي بدأ في نهاية السنة الماضية (نوفمبر) ويستمر لمدة سنة، وتضيف: “بعد نحو ستة أشهر نستعد لتخريج الدفعة الأولى من الفتيات وتوظيفهن لنرى ثمار البرنامج الذي دامت فكرة تنفيذه ودراسته نحو عامين”.