اتخذت بعض الفنانات التشكيليات من لوحاتهن رسالة للتعبير عن أفكارهن التي سعين من خلال دراستهن لإيصالها للمجتمع بطريقة مختلفة عن الحرف والصوت، واتخذن من الألوان والفرشاة نافذة لما في دواخلهن حول قضايا المرأة الشائكة. الدكتورة فوزية المطيري مارست الفن التشكيلي منذ طفولتها حتى تمكنت من صقل هذه الموهبة من خلال الدراسة والعمل، حيث التحقت بقسم التربية الفنية بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، وأكملت بعد تخرجها رحلة الفن بتحصيل درجتي الماجستير والدكتوراه في تخصصي التصميم، خصوصا الرقمي، وقدمت في سنوات لاحقة مجموعة من الأعمال جزء منها كان يدويا في بداية مشوارها العلمي، وكان تركيزها الأكثر على إنتاج لوحات تشكيلية رقمية. وتقول المطيري: إن قضايا المرأة ظلت أساس لوحاتها وأنها تتعمد يومياً تحديد المرأة رمزاً، أو قضية بحد ذاتها وكثيرا ما كانت تتعرض للقضايا الإنسانية في العموم دون تحديد هوية أطراف معينة، على الرغم من أنها كانت تطرح دائماً وجهة نظري الشخصية كامرأة في القضايا التي تعالجها في لوحاتها. وتشير إلى أنها عرضت عددا من القضايا كالانفتاح والتعامل والإحساس والاختيار، والحب والذات البشرية في معرض "إشكاليات إنسان لمجموعة الفن الرقمي" كنواح في السلوك الإنساني، مبينة أنها طرحت وجهة نظرها كونها امرأة في مجتمع محافظ، ولديها وجهة نظر حول هذه القضايا لإثبات دور المرأة كأم وزوجة وأخت وابنة، وكيف أنها مؤثرة وتستحق الاهتمام، وتابعت "لو فهمت ماهية الأفكار بالضبط والحدود المفروضة دون تزمت في فرضها لكان أسهل من اتخاذ الإجبار وسيلة لتحقيق ما يسهل تحقيقه". وبينت أنها ترى أن الفنانة التشكيلية تملك بيدها سلاحا مهما، خصوصاً في ظل التواصل الرقمي والتكنولوجي المبني على الرمزية الذي نعيشه اليوم إذ لم تعد الرموز ودلالاتها صعبة في الوصول لعقلية وفهم المتلقي أيا كان عمره، أو مستوى ثقافته مما سهل على الفنانة إدراج أية قضية تود مناقشتها ضمن لوحاتها بأسلوبها وبفكرها للوصول لمرحلتي الطرح ثم الإقناع. أما الفنانة التشكيلية منى القصبي فأوضحت أنها ترسم المرأة كثيرا ووصفتها بأنها "أمي وأختي وصديقتي ومعلمتي" وأن أغلب لوحاتها أخذت طابع "البورتريه"، خصوصا عن المرأة لأنها ومن خلال لوحاتها تعكس ثقافة، ووعي المرأة السعودية وحبها للعمل والقراءة، وحبها لوطنها وتراثها، مشيرة إلى أنها تؤمن بأن التراث حضارة وثقافة، وكثيرا ما تصور فيها تفاؤل المرأة السعودية، وجمالها واعتمادها على نفسها كما صورتها في العديد من لوحاتها التي أطلقت عليها أسماء نسائية مثل هيفاء ونوف ولاقت إعجاب المتلقين. وأيدت القصبي أن العمل الفني يعالج العديد من القضايا فهو وسيلة إعلامية كبيرة تصور وتعكس الواقع، وبالتالي يمكن علاج القضايا فهناك معارض تشكيلية تعالج الإدمان، وأخرى تعالج عمل المرأة ومشاركتها للرجل وغيرها.