هي امرأة من نجد ، رسمت الأمل في لوحة حياتها ليكون النجاح صهوة جوادها ، تسابق به الريح نحو قمة الإبداع والمجد .. وفنانة تشكيلية أطلقت لريشتها العنان لتنطلق في فضاءات الواقع تارة ، و فضاءات الخيال تارة أخرى ، وهي في هذا وذاك واثقة من نوع أجنحتها ، متمرسة على قياس المسافات التي تحتاج إليها للوصول إلى قلوب جماهيرها ، وبراحات لوحاتها وألوانها ، ومن ثم فهي محلقة دائماً ، لا تخشى الوقوع أو الخروج الخاطيء من مجرة الإبداع ... إنها منال الرويشد المتألقة في فنون التشكيل الرقمي ، والتي حصلت مؤخراً على درجة الدكتوراة في فلسفة التربية الفنية والتصميم ، وبرزت كواحدة من التشكيليات السعوديات اللائي نجحن باقتدار في تطويع تكنولوجيا الرسم لخدمة الفن التشكيلي ، والغوص بهما معاً في معانٍ خلاقة تظهر إلى النور في صور ذات دلالات خاصة جداً ، « اليوم « حاورت الرويشد حول عالمها العام والخاص : *بأى شيء تنشغل منال الرويشد حالياً ؟ انشغلت مؤخراً بمشروع كبير وهو العمل كمديرة لجناح وزارة التربية والتعليم في المهرجان الوطني للتراث والثقافة جنادرية 27 وهو مشروع استغرق وقتاً طويلاً في التخطيط والتحضير والتنفيذ ونحن الان في مرحلة التقرير مع فريق كبير على مستوى الوزارة وإدارات التربية والتعليم في مناطق ومحافظات المملكة ليتم إنجاز المشروع على أكمل وجه . *وماذا عن معارضك القادمة ؟ منذ أكثر من عامين تقريباً أقوم بالإعداد لمعرضي الشخصي القادم بإذن الله «وجد» وهو معرض يعنى بوجدانيات بين الحرف واللون حيث أعيش مع القصيدة قبل تشكيلها رقميا بكل جوارحي في رحلة بين التأمل والخيال ثم الأداء.وكنت قد انشغلت فترة برسالة الدكتوراة ثم عدت من جديد لإنجاز لوحات هذا المعرض . *حينما نعرّف القاريء بالفن الرقمي .. ماذا نقول له ؟ الفن الرقمي يعنى بالفن الذي يرتبط بالتقنية الحديثة وهو أحد الأساليب التي تمارس في الفنون البصرية وهو في الفنون التشكيلية يتضح باستخدام برامج الرسم والتصميم والتصوير الحاسوبية ذات البعدين أو الثلاثة أبعاد الثابتة والمتحركة بحيث تستبدل اللوحة التشكيلية بالشاشة الحاسوبية والفرشاة العادية بالفأرة والفرشاة الالكترونية أو القلم الضوئي . الكتابة رئة ثالثة وقد تكون اجتماعية أو ثقافية باختلاف مجالات الثقافة ومنها الفنون الالتزام من خلالها يفرض احترام القارئ وحرية الرأي من خلال مدونات النت توجد علاقة مرنة وفق الظروف مع ضغوط الدراسة . *وماذا يمثل هذا الفن بالنسبة لمنال الرويشد التشكيلية على وجه الخصوص؟ الفن الرقمي لدي هو جانب مهم ومعاصر يعنى بالثقافة البصرية وبالأداء التشكيلي الذي ينتهي بالطباعة على أي خامة. فهو امتداد للنمو في تاريخ الفن التشكيلي واحترافه لا يقلل من اللوحة والأداء اليدوي لأنه أيضا أداء يدوي نوعي. *بين فضاءات التشكيل الحر ، وقيود البورتريه ... أين يقف فن منال الرويشد ؟ فني تعبير عن شعوري وإحساسي لا أصنفه وفق اتجاهات وإنما هي حالات فنانة تتنوع بتنوع الشعور والإحساس بها. *حورب الفن الرقمي .. من واقع تجاربك الخاصة .... هل تعتبرين هذا النوع واعداً على مستوى التعبير الجمالي مستقبلاً ؟ ليس واعدا .. تخطينا هذا وبمراحل..هو فن يواجه تحديات وفق آراء ولكن لدى عدد من الجيل القادم وعي بدور الفن الرقمي بمختلف مجالاته وهو جيل يقدم نفسه لا يمكن التهاون بما لديه وأنا على يقين ان لدينا من ننافس بهم عالمياً. *كيف تجدين أصداء ابداعاتك في الفن الرقمي بالنسبة للمجتمع السعودي ؟ الأصداء جميلة ومتنوعة بين من يعجب بالموضوع والأداء وبين من يدهشه العمل والانتاج من خلال التقنية ، و هناك من يشعر بأن بينه وبين العمل حاجزا لكون اللوحات رقمية فيثني على الانتاج ويلحقها ب لكن ولو ..وعموما فيه إقبال أفضل من السابق على التفاعل واستحسان جماليات اللوحة الرقمية. *على أي أساس اخترت موضوع رسالتك للدكتوراة في فلسفة التربية الفنية ؟ ولماذا التصميم بالذات ؟ التصميم هو التخصص الذي اخترته لأنه يرتبط بالفكر والتنظيم أما موضوع الرسالة فاخترته من واقع يرتبط باهتماماتي الثقافية بالكتاب. *بصراحة ... هل يمثل الفن الرقمي هروباً ما من صعوبات الإبداع الخاص الذي يتميز به رواد الفن التشكيلي الحديث ؟ إذا كنا سنتحدث عن الفن الحديث فهو ما يقدمه الفن الرقمي بمهارات نوعية ولعل الفنان «كجايا « أفضل مثال على ذلك. * كتاباتك الاجتماعية أم فنونك التشكيلية أولاً ؟ وهل يتداخلان ؟ الكتابة رئة ثالثة وقد تكون اجتماعية أو ثقافية باختلاف مجالات الثقافة ومنها الفنون الالتزام من خلالها يفرض احترام القارئ وحرية الرأي من خلال مدونات النت توجد علاقة مرنة وفق الظروف مع ضغوط الدراسة ,أما الرسم فهو أيضا متنفس وهو عالم جميل للتعبير لا أستطيع البعد عنه أبداً. *هل من تفكير لديك لتجسيد الربيع العربي في لوحات رقمية ؟ لا أخفيك سراً أن ما يمر في العالم العربي مؤلم جدا وهو ألم كبير لويلات وهموم شريحة عريضة من العرب ويصعب لدي حاليا ترجمته في لوحة. *ماذا عن تطلعاتك المستقبلية في مجال الفن والتشكيل داخل المملكة وخارجها ؟ أتمنى أن تقوم ثقافة التشكيل بدور فاعل في ثقافة المملكة ، كما أتوقع أن يحظى هذا الفن بتقدير محلي وعالمي بمرور الوقت ، كما أنه سيحصد العديد من الجوائز في القريب العاجل إن شاء الله .