استبعد مسؤولون فلسطينيون ل "الوطن" أي حراك حقيقي في العملية السياسية في الفترة القادمة في ضوء انشغال الإدارة الأميركية بالانتخابات الرئاسية، وارتباطها بدعم اللوبي اليهودي الأميركي لأي رئيس قادم، وهو ما سيحول دون أية ضغوط أميركية على إسرائيل خلافا لما تحتاجه العملية السياسية حاليا. وجاءت هذه التقديرات في ختام زيارة مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان إلى الأراضي الفلسطينية، حيث أظهرت الاجتماعات التي عقدها وآخرها أمس مع عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، تمسك الأطراف بمواقفها. فالولايات المتحدة تريد مفاوضات فلسطينية إسرائيلية مباشرة، أما القيادة الفلسطينية فتربط المفاوضات المباشرة بوقف إسرائيل للاستيطان وقبول حدود 1967 أساسا لحل الدولتين. وأكد عريقات للموفد الأميركي أن المطلب الفلسطيني ليس شروطا إنما "التزامات ترتبت على الحكومة الإسرائيلية من المرحلة الأولى من خارطة الطريق". إلى ذلك تضغط السلطة الفلسطينية باتجاه تنفيذ إسرائيل اتفاقا أبرمه الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت بالإفراج عن دفعة من المعتقلين من السجون الإسرائيلية. وطلب عريقات من فيلتمان تحقيق إطلاق سراح المعتقلين خاصة الذين اعتقلوا وحوكموا قبل سبتمبر 1993، أي قبل توقيع اتفاق أوسلو. ومن المقرر أن تفرج إسرائيل قبل 19 ديسمبر الجاري عن 550 معتقلا فلسطينيا في إطارالمرحلة الثانية والأخيرة من عملية تبادل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليت بأسرى فلسطينيين، حيث تم في المرحلة الأولى الإفراج عن 450 معتقلا. وفي مقابل الاستعدادات لتنفيذ هذه المرحلة، صعدت إسرائيل من قبضتها على حركة حماس في الضفة الغربية، وقررت إبعاد النائب المقدسي من حماس أحمد عطوان ليكون بذلك النائب الثاني من حماس الذي يتم إبعاده إلى رام الله بعد النائب الشيخ محمد أبو طير بزعم انتخابهما على قائمة حماس للمجلس التشريعي الفلسطيني. كما داهمت قوات الاحتلال مكتب نواب حماس في مدينة طولكرم بالضفة الغربية وصادرت محتوياته.