صدر عن دار الفكر العربي بالدمام دراسة في الجوانب الفنية للشعر الشعبي الحديث بعنوان "ثورة القصيدة الشعبية"، للناقد محمد مهاوش الظفيري. الإصدار، الذي جاء في 238 صفحة من القطع المتوسط، قسم إلى ثمانية فصول هي: اللون، والتبغ، والزمن، والمرأة، والشعر، والإنسان، والحضارة المدنية، والمكان، إضافة إلى مقدمة عن التجربة الحداثية، التي قال عنها الظفيري: إن ابتعاده عن تتبع المسار التاريخي للقصيدة الحديثة في الشعر الشعبي عائد لعدة أمور، أهمها ندرة المراجع، وإن تتبع المسار التاريخي لهذا النوع من الشعر يعتبر مسألة شكلية، منوها بأن الحركة الحداثية جاءت مواكبة للتطور العمراني والحضاري والاقتصادي الذي حدث في المنطقة الخليجية، محولا المجتمع من مجتمع قروي إلى مجتمع متحضر. وأكد الظفيري أن الشاعر الشعبي اختلف عن الفصيح الذي رفع راية الحداثة الشعرية في القصيدة العربية، لأنه اندفع للحداثة الشعرية من حيث كونها قيمة فنية لا من حيث كونها قيمة قيمية، بمعنى أنها لم تذم بعض رموز الأمة العربية أو الاسلامية بحجة الدفاع عن الأمة وقيم الاشتراكية والحرية والتحرر ومقاومة الاستعمار والإمبريالية. ويرى أن الشاعر الشعبي الحداثي حرص على تخليص القصيدة النبطية من عنصر الرتابة في الكتابة والتناول من حيث العمل على تغيير الهيكل البنائي الفني القديم لها، القائم على البيت الشعري التقليدي وتوحد القافية الشعرية وصرامتها، الأمر الذي دفعه للبحث عن آفاق جديدة للكتابة، إذ تناول قضايا شعرية جديدة لا عهد للمنطقة الخليجية بها في سالف أيامها الغابرة.