يحلم الفنان هشام عبدالحميد بتجسيد شخصية الرئيس السابق حسني مبارك في عمل فني، خاصة فيما يتعلق باللحظات الأخيرة لتنحيه، وهو يسعى في هذا الأمر بجدية من خلال مشاورات، وأضاف أن شخصية مبارك مليئة بالتجاذبات والتطورات والمفاجآت، وتجسيده لها سيفجر بداخله طاقات فنية جديدة. أكثر من فنان يحلم بتوثيق ثورة 25 يناير "التي ألقت بظلالها على المشهد الفني المصري بقطاعاته السينمائية والمسرحية والتليفزيونية والغنائية بشكل واضح، نظراً لما أحدثته هذه الثورة من تغييرات سياسية واقتصادية واجتماعية جذرية. ودعا فنانون ونقاد مصريون تحدثوا إلى "الوطن"، إلى ضرورة توثيق أحداث الثورة والأحداث التي تشهدها البلاد حالياً من خلال أعمال فنية، ترصد ما يجري للرجوع إليها في المستقبل، باعتبارها أحداثا تاريخية وتمثل تُراثاً يجب تدوينه والمحافظة عليه. من جانبها دعت الفنانة فردوس عبدالحميد، الفنانين المصريين إلى توثيق هذه الأحداث التاريخية، من خلال أعمال فنية ترصد ما يجري بدقة وأمانة، حتى يمكن الإستعانة بهذه الأعمال في مراحل لاحقة من تاريخ مصر. وأشارت إلى أن مسلسلها الجديد الذي يحمل اسم "ربيع الغضب"، يحاول الإجابة على سؤال رئيس، وهو لماذا تقوم الثورات في بعض بلدان الوطن العربي. من ناحية أخرى قال المخرج عزالدين سعيد إن مسلسل "إيد واحدة" الذي يخرجه حالياً، يعمل على توثيق أحداث الثورة منذ بدء انطلاقها وحتى يوم تنحية الرئيس السابق حسني مبارك، مشيراً إلى أنه تمت الاستعانة بالفعل بمشاهد حقيقية من أحداث الثورة، ومن المقرر أن يعرض المسلسل في شهر رمضان المقبل. وأضاف سعيد أن أحداث المسلسل تدور حول عائلتين ينشب بينهما صراع، وينضم أحد أبناء العائلتين إلى صفحة على "فيس بوك" يدعو من خلالها للتظاهر، وتتحد العائلتان لتحقيق حلم واحد وهو نجاح الثورة. وأكد الكاتب وحيد حامد أن ثورة يناير من المفترض أن تفجر داخل الكتاب طاقات الإبداع، متوقعا إنجاز أعمال فنية حقيقية توثق للثورة، وليس فقط مجرد استغلال حدث بهذا الحجم لهدف تجاري لأجل الربح، مؤكداً في الوقت نفسه أن عملا فنيا حقيقيا عن الثورة ما زال يحتاج لكثير من الوقت. من جانبها تبدأ الفنانة لقاء الخميسي هذا الشهر تصوير مسلسل يتناول أحداث الثورة، ولكنه يركز بشكل أكبر على الجانب الاجتماعي والسلوكيات والمعتقدات فيما قبل الثورة وبعدها. وقالت لقاء إن المسلسل، الذي لم يتم الاستقرار على اسمه حتى الآن، يقوم على فكرة اختلاف في وجهات النظر بين رجل وزوجته، على أهمية النزول إلى "ميدان التحرير" ، والمشاركة في الثورة، وتدور الأحداث في هذا الإطار. فيما طالب الفنان صلاح عبدالله بعدم التسرع في المشاركة في أي عمل فني يتناول ثورة 25 يناير، مشيراً إلى أن تقديم أي عمل يتناول هذا الحدث العظيم، لا بد أن يكون مكتمل الأركان، وتسخر له كافة الإمكانات ليأخذ حقه. ويقول الناقد الفني محمود الكردوسي إن الثورة المصرية سيكون لها دور كبير في إعادة تقييم الفن المصري، خلال الفترة المقبلة ليواكب توجهاتها في التغيير والإصلاح، من خلال محاربة كل ما يخدش الحياء، ويهدر القيم الأخلاقية وصولاً إلى إتاحة الفرصة لجيل جديد من المؤلفين الذين يعبرون عن الواقع المصري الجديد. وتوقع أن تشهد الفترة المقبلة تحولاً كبيراً في لغة الخطاب الفني، من الابتذال والإثارة إلى لغة جادة تعبر عن العمق في التحول الاجتماعي والسياسي.