بعد أكثر من 1200 سنة، نفضت إمارة منطقة القصيم الغبار عن طريق قديم كان يربط حجاج العراق في الدولة العباسية أنشأت فيها السيدة الأولى آنذاك زبيدة زوجة الخليفة هارون الرشيد برك ماء متقطعة لسقيا الحجاج، وتعيد الإمارة بناءه حاليا لربط مواطني المنطقة بمكةالمكرمة مباشرة وإحياء ميقات "ذات عرق". وأكد نائب أمير منطقة القصيم الأمير فيصل بن مشعل بن سعود في تصريح إلى "الوطن" عشية تفقده لبداية مشروع طريق القصيممكةالمكرمة المباشر أن أمير منطقة القصيم الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز بذل جهودا كبيرة ومتوالية من أجل تنفيذ الطريق "الحلم" لأهالي المنطقة الذي يربط المنطقة مباشرة بمكةالمكرمة. وأضاف أن طريق (القصيممكةالمكرمة) المباشر هو طريق الحاج العراقي "البصري" منذ القدم، حيث يمر الحجاج القادمون من تركيا والعراق والكويت ودول الخليج وشمال شرق المملكة، متجهين بعدها عبر طريق مستقيم إلى مكةالمكرمة مرورا بالضريبة "محرم ذات عرق" حيث يحرمون منها. وبيّن أن الحجاج منذ عهد العباسيين وفي عهد خلافة هارون الرشيد كانوا يسلكون هذا الطريق، وقامت السيدة زبيدة زوجة هارون الرشيد - كما هو مدوّن بالكتب - بوضع برك ماء على هذا الطريق لسقيا الحاج، وذلك قبل وفاتها عام 216 ه، مشيرا إلى أن آثار برك الماء لا تزال موجودة على هذا الطريق الأثري إلى يومنا الحاضر، مما يعني أن الطريق كان يستخدم منذ أكثر 1210 سنوات. وأشار الأمير فيصل بن مشعل إلى أن أهمية هذا الطريق تكمن في أنه يمر على استقامته نحو 50 قرية وهجرة كانت تعاني البعد ووعورة الطرق والصعوبة في التنقل، مؤكدا أنه سيستفاد منه أمنيا واقتصاديا، وفيه إحياء للمحرم القديم "ذات عرق"، مبينا أن في هذا الطريق فوائد عديدة، منها: اختصار للمسافة وتوفير الجهد والوقت والمال وحماية الأرواح والممتلكات. وقال: "يعتبر الطريق دعامة اقتصادية، حيث تعتبر منطقة القصيم مفترق طرق بالنسبة لبلادنا، وليس من المستبعد أن يستمر هذا الطريق مستقبلا ليربط شمالها وشرقها كحفر الباطن ورفحاء وعرعر بالأراضي المقدسة". وأوضح أن الطريق يجعل من منطقة القصيم منطقة التقاء طرق رئيسية ومحور ارتكاز، ومنطقة توزيع للمسافرين والبضائع لجميع مناطق المملكة بالذهاب والعودة، مبينا أن المنطقة تعتبر سلة غذاء المملكة لمنتجاتها الزراعية، وستزداد أهمية الطريق عند اكتمال الطرق وربط القصيم بالجبيل وبقية المناطق المهمة. وبيّن أن ترسية مشروع هذا الطريق جاء مكملا لأمر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - حينما أمر ببناء مسجد ميقات ذات عرق، وتأمين ما يحتاجه من خدمات ومرافق، مضيفا: "سبق أن صدر قرار هيئة كبار العلماء المتضمن أن تهتم الحكومة بميقات ذات عرق"، مبينا أن أبرز الإيجابيات أيضا يتمثل في أن الطريق سيقضي على استخدام الطرق الزراعية التي كان يسلكها سكان المنطقة القاصدون للمشاعر المقدسة باستخدام الطرق المتعرجة الخطرة التي تسير أغلبها بغير الاتجاه المطلوب، وتكثر فيها الحوادث المؤلمة والمسافات المملة نتيجة لتعرجها وعدم استقامتها. وذكر نائب أمير منطقة القصيم أن طول الطريق يبلغ 700 كم وداخل نطاق منطقة القصيم 160 كم، مبينا أنه يبدأ من غرب تقاطع السيح والحجازية ويمر من قرب مركز قصل بن عقيل ومركز بقيعاء الجنوبية ومركز بدائع الضبطان ومركز مسكة ومركز الصمعورية ومركز ضرية إلى آبار الصمعورية والحمادة والمكلاة ويقطع طريق الذيبية والشواطن ويقطع طريق عفيف مهد الذهب ويمر بعدد من القرى والهجر التابعة لمنطقة مكةالمكرمة حتى ينتهي مع الدائري الرابع بمخطط المعيصم بمكةالمكرمة.