منذ أن أعلن الأمير فيصل بن مشعل نائب أمير منطقة القصيم البشرى لاعتماد المرحلة الأولى من طريق القصيم - مكةالمكرمة ضمن ميزانية هذا العام1432ه - 2010م (جريدة الجزيرة 15 محرم 1432ه) سعيت إلى الحصول على خريطة الطريق المعتمدة لأن هناك أكثر من مسار للطريق كما أن هذا الطريق يستحق أن يزف خبره الأمير فيصل بن مشعل ليس لأهالي منطقة القصيم بل لجميع سكان: المنطقة الشرقية، الرياض، الحدود الشمالية، الجوف، حائل، المدينةالمنورة، مكةالمكرمة. أما دولياً فيزف الخبر لدول هي: الأردن وسوريا ولبنان والكويت والعراق، صحيح إن المسافة (630 كم) لكنها مسافة مفصلية لربط طرق سريعة تخدمة مناطق شمال وشمال شرق المملكة بمكةالمكرمة، فالطريق يشكل عقدة اتصالات لربط طريق الرياضالقصيم، وطريق القصيمالمدينةالمنورة، وطريق القصيم حائل بطريق مكةالمكرمة. أمير منطقة القصيم الأمير فيصل بن بندر عمل في وقت مبكر لربط منطقة القصيمبمكةالمكرمة، وبالتأكيد أنه دخل تحديات وصعوبات مع الطبيعة الجغرافية والإجراءات البيروقراطية وأولويات الطرق لوزارة النقل والوضع الاقتصادي الداخلي والمتقلب عالمياً وعندما باشر الأمير فيصل بن مشعل مهامه نائب لأمير منطقة القصيم اعتبر هذا الطريق أحد قضاياه الرئيسة باعتباره بوابة اقتصادية واجتماعية وحضارية لمنطقة القصيم. لذا لا أستغرب عندما زف نائب أمير القصيم البشرى والإنجاز النوعي لأن فيصل بن مشعل متخصص بالإدارة المحلية والتاريخ المحلي لدولتنا، وينطلق من أبعاد تاريخية وحضارية لهذا الطريق الذي سيخلف طريقين حضاريين هما: درب زبيدة الشهير المنسوب لزوجة الخليفة العباسي هارون الرشيد في القرن الثاني للهجرة والذي يربط عاصمة الخلافة العباسية بغداد في العراق بالمدينتين المقدستين مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة.. والطريق الثاني طريق البصرة وهو أقدم من درب زبيدة يربط إبله (قبل الإسلام على رأس الخليج وشط العرب أي البصرة الإسلامية منتصف القرن الإسلامي الأول يربطها بالمدينتين المقدستين مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة، ويعود تاريخ الطريق إلى فترة الممالك العربية قبل الإسلام -الفترة الجاهلية- سلكته هذا الطريق قوافل الحج والتجارة. هذان الطريقان درب زبيدة وطريق البصرة يخدمان حجاج وقوافل التجارة القادمة من شرق العالم الإسلامي من بغداد وطريق الحرير وروابطها مع العواصم العالمية في ذلك الزمن والبصرة وخلفيتها الحضارية من قوافل إيران وأفغانستان والقارة الهندية وآسيا الوسطى جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابقة؛ واستمر درب زبيدة والبصرة بالعمل طوال الفجر الإسلامي وحتى توقف رحلات العقيلات في التاريخ الحديث وأيضاً التاريخ المعاصر في النصف الأول من القرن (14) هجري النصف الأول من القرن العشرين الميلادي، تسلك نفس المسار الحالي عبر بعض محطات درب زبيدة وطريق البصرة.