في موقف إنساني مؤثر، أعلن أولياء أمورالطالبات المتوفَيات وأبناء سائق الباص المتوفى في حادثة التصادم التي وقعت الثلاثاء الماضي على طريق بيش- الدرب، تنازلهم وعفوهم عن المعلم المتسبب في الحادث عبثان الشديدي لوجه الله عز وجل، سائلين الله أن يتغمد برحمته ورضوانه موتاهم في الحادث. إلى ذلك، نقل مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة جازان الدكتور حمد الأكشم، تعازي وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة لأسر المتوفَيات، وزار المصابات في مستشفى الملك فهد المركزي بجازان للاطمئنان عليهن. وعبرت جميع الأسرعن شكرها الجزيل لخادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين، وأمير منطقة جازان، وجميع المسؤولين، لوقوفهم إلى جانبهم في مصيبتهم ومواساتهم التي خففت عنهم مشاعر الحزن والأسى. إلى ذلك، أدت قبيلة شديدة من محافظة رجال ألمع بمنطقة عسير، واجب العزاء والمواساة في وفاة 3 طالبات وسائقهن جراء حادث مروري وقع ظهر الثلاثاء الماضي، باصطدام مركبة من نوع هايلكس كان يقودها ابنهم المعلم عبثان محمد الشديدي أثناء عودته لمنزله بقرية النجدين برجال ألمع، بعد مباشرته الأولى لعمله معلما بإحدى مدارس محافظة العارضة بمنطقة جازان. واستقبل شيخ شمل قبائل درب بني شعبة هادي الشعبي، وأولياء أمور الطالبات المتوفَيات، وأبناء سائق الباص، مشايخ قبيلة آل شديدي الذين بادروا بتحمل تبعات الحادث وما أسفرعنه. وفي موقف إنساني مؤثر أعلن أولياء أمور الطالبات المتوفَيات وأبناء سائق الباص المتوفى، تنازلهم وعفوهم عنه لوجه الله عز وجل سائلين الله أن يتغمد برحمته ورضوانه موتاهم في الحادث. وذكر عبثان الشديدي ل"الوطن" تفاصيل ذلك اليوم، موضحا أنه ذهب لمباشرة عمله صباح يوم الحادث بعد تعيينه معلما. وقال: لفرحتي بالوظيفة أهملت صحتي، فلم أفطر ولم أتناول أية وجبات حتى وقوع الحادث، وبعد انتهاء الدوام تحركت بمفردي عائدا لمنزلي بقرية النجدين في رجال ألمع، مستقلا مركبة والدي، وفي الطريق الرابط بين محافظتي بيش والدرب انخفض ضغط الدم عندي، وأصابتني دوخة نتيجة سوء التغذية ففقدت الوعي، ولم أعلم كيف وقع حادث الاصطدام، وبعد الحادث تفاجأت بالكارثة، فاتصلت على ابن عمي المتواجد في الدرب فحضر للاطمئنان عليّ. وأشار إلى أنه ظل في مرور بيش 3 أيام، ودفع مبلغ تأمين قدره 250 ألف ريال وخرج بالكفالة. وعن تأمين المركبة، قال: أنا أقود المركبة منذ 15 سنة، لكني لم أستخرج رخصة قيادة إلى الآن, والتأمين لا يتحمل تغطية المركبة عند قيادتها دون رخصة. من جهته، روى والد الفقيدة سجى الحسين ل"الوطن" أمس، قصة قديمة تعرضت لها ابنته عندما كانت في الثالثة من عمرها بنجاتها من حادث دهس خارج منزلهم القديم في بلدة الدرب القديمة حين كانت تلعب تحت المركبة التي لاصقت عجلاتها جسدها, لكنها نجت بقدرة الله من موت محقق، وبسبب ذلك تم تنويمها بمستشفى الملك فهد المركزي بجازان لمدة شهرين, وحفظتها عناية الله حتى كبرت وتعلمت إلى أن وصلت للمستوى السابع بقسم رياض الأطفال في كلية التربية بصبيا. وأضاف: شاء الله أن تغادرنا ظهر الثلاثاء الماضي بعد أن بلغت 22 عاما.