لم يكن مخطئا مدير الدفاع المدني في المنطقة الشرقية سابقاً اللواء حامد الجعيد عندما نبه إلى خطورة وجود المصانع الكيماوية داخل حاضرة الدمام وعدم وجود مواقع للإيواء، واليوم يكرر حسه التنبئي كمواطن قبل أن يكون مسؤولا بعد أن وصف مدارس البنات ب "الأقفاص" التي تحتجز الأطفال داخلها خشية أن يهربوا. هذا الحديث – الأقفاص- لم يكن أمس بل كان في 30 يونيو 2008 عندما وجهت له "الوطن" سؤالاً عن خطورة نشوب الحرائق في المدارس، حيث قال في حديث وُصف ذلك الحين ب "الهجومي": إنه عندما يندلع حريق في مدرسة لا يمكن إنقاذ من بداخلها بسبب إغلاق المدرسة عليهم، كما تتسبب الحواجز التي تقام داخل هذه المدارس في إعاقة عمل الدفاع المدني. وخص الجعيد مدارس البنات تحديداً عندما قال إن الطالبات اللاتي بداخل هذه المدارس هن بناتنا، والمحافظة عليهن تهمنا، لكن التعامل معهن في الحوادث يختلف عن التعامل مع الرجال وليس من السهولة التعامل معهن، مشدداً على أن المسؤولين عن تعليم البنات يجب أن يزوروا هذه المدارس وأن لا يتحدثوا فقط من وراء المكاتب، عليهم أن يدربوا البنات على كيفية إخلاء المدرسة في حال وقع حادث، عليهم أن يوفروا الصيانة المناسبة للأجهزة حتى لا تقع حوادث مأساوية. اللواء الجعيد الذي كان في عام 2008 يتحدث لعدد من الصحافيين في مقر تلفزيون الدمام، بعد دورة تدريبية أجرتها إدارة الدفاع المدني بالمنطقة الشرقية، قال إنه مستعد للمحاكمة أمام القضاء، إذا ثبت أن هناك تقصيراً في أداء الواجب من قبل إدارته، مبيناً أن لدى الدفاع المدني أجهزة تسجل بدقة وقت طلب الاستغاثة ويمكن الرجوع إليها في أي وقت، مشيراً إلى أن أحد أفراد غرفة العمليات تلقى عقاباً لأنه لم يتجاوب مع نداء الاستغاثة من الإشارة الأولى، مشدداً على أن التجاوب مع الطلب في الثواني الأولى أمر مهم لتفادي الخسائر في الأرواح والممتلكات. وأضاف أتحمل مسؤولية أي تأخير في عملية مباشرة الحوادث التي تقع في المنطقة الشرقية، وتكون إدارتي المسؤول الأول عنها، لكن في المقابل لا نتحمل أخطاء الآخرين.