إذا كانت جائحة «أنفلونزا الطيور» أكثر ما أضرت اقتصادياً بالبائعين في سوق الطيور (جنوبالرياض) قبل أكثر من عامين، عندما تسببت في إغلاق محالهم وتركتهم يتحملون الإيجارات ورواتب العمال، فإن عدداً كبيراً منهم يحمّل أمانة منطقة الرياض، التي أعادت افتتاح السوق أخيراً، الصعوبة في مزاولتهم المهنة والبحث عن رزقهم، إذ ذكرت مجموعة منهم ل«الحياة» أنهم أعادوا فتح محالهم بشروط تعجيزية من بلدية العزيزية وصحة البيئة، كما طالبوا بمنع البيع في الشارع العام الذي يفصل بين ساحة المزادات والسوق. وقال أحد أصحاب تلك المحال فهد العمير: «مر على إغلاق السوق عامان وشهران، تحمّل خلالها أصحاب محال الطيور الكثير من الخسائر وأهمها كلفة الإيجارات، إذ تضم السوق نحو 138 محلاً، ومتوسط الإيجار السنوي للمحل الواحد نحو ثمانية آلاف ريال، إضافة إلى رواتب العمال». وأضاف أن الشروط التي وضعتها بلدية العزيزية كانت عائقاً في وجه الكثيرين، إذ كيف يسمح بفتح المحال ويرفض بيع الطيور إلا بعد إكمال الشروط التعجيزية، وأنه في حال العثور على طائر في أحد المحال يغرم صاحبه 5 آلاف ريال إذا لم يكن مطبقاً للشروط، إلى جانب مضايقتهم من البائعين في الشوارع المجاورة خارج السوق، الذين لا يزالون يمارسون نشاطهم من دون أي مضايقات من البلدية. وأوضح أحد أقدم بائعي الطيور في السوق عبدالعزيز بن سلطان أن خسارتهم من إقفال محالهم بسبب جائحة أنفلونزا الطيور تجاوزت 350 ألف ريال للشخص الواحد، وأن التعويضات التي حصلوا عليها كانت عن البضاعة فقط ولم تكن كافية. مضيفاً أنه يعمل في هذا المجال منذ 36 عاماً وليس له دخل أو عمل ثابت غير بيع الطيور، وأن على البلدية التغاضي عن بعض الشروط التعجيزية، وإعطاء رخص المحال لمزاولة البيع الفعلي. إذ إنهم لا يستطيعون الآن إلا بيع أسماك زينة فقط. من جهته، أوضح مدير إدارة الخدمات في بلدية العزيزية إبراهيم الحميد في بيان وزع على أصحاب المحال، أن الاشتراطات الفنية والصحية الواجب توافرها لمحال الطيور والحيوانات الأليفة هي: أن تكون الأرضيات من البلاط والسيراميك الخشن عالي المقاومة والاحتكاك، وتزوّد الأرضية بمجرى مكشوف يغطى بشبكة حديد «مجلفن» على أن يوصل شبكة الصرف الصحي، وأن تكسى الجدران ببلاط قيشاني أبيض إلى السقف، وأن تكون الجدران والأرضيات خالية من التشققات لمنع ايواء الحشرات والقوارص. وتضمنت الشروط ضرورة دهن الأسقف بطلاء زيتي فاتح اللون ومنع استخدام الأسقف المعلقة الاصطناعية والخشبية، وأن تكون الواجهة والأبواب من الألومنيوم والزجاج ذاتية الغلق، وأن تكون مزودة بفتحة بأعلى الباب تغطى بشبك متين ضيق النسيج لتأمين التهوية للحيوانات المعروضة داخل المحل، إضافة إلى تركيب ساتر هوائي على الأبواب، ومراوح شفط لمنع ارتفاع درجة الحرارة أو يكون المحل مكيف الهواء عند الحاجة، وتوفير الإضاءة الجيدة في جميع مرافق المحل، وأن يزود بنوافذ جانبية لضمان التهوية الجيدة للحيوانات. كما تضمنت الشروط أن يكون الألومنيوم والزجاج مزودين بسلك شبك لمنع دخول الحشرات، وتأمين حوض غسيل مصرف تصريفاً صحياً وتصب به المياه «حار وبارد» وموصل بالسخان مباشرة، إلى جانب تأمين مستودع للأعلاف تعمل به قوائم حديد بارتفاع لا يقل عن 30 سم وأرفف، وتأمين ثلاجة بالمستودع لتخزين اللقاحات والمستحضرات البيطرية، إضافة إلى تزويد المحل بأقفاص عرض الحيوانات وبالأحواض الزجاجية لعرض السمك، وتركيب مصائد حشرات، واستخراج شهادات صحية لجميع العاملين.