كان الإمتاع الكروي الذي قدمه النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي خلال مواجهتي منتخب بلاده أمام نيجيريا وكوريا الجنوبية في مونديال جنوب أفريقيا كافيا لإسعاد عشاق المستديرة في بطولة لم تمنحهم حتى الآن ما يستحق انتظارهم الطويل، حتى إن التطرق من قبلهم إلى ما يقدمه هذا اللاعب من استعراضات مذهلة فاق الحديث عن الأهداف الخمسة التي أحرزها رفاقه في البطولة. الأمر المدهش أن معظم الأرجنتينيين كانوا على اقتناع تام بعدم جدوى ميسي مع منتخب بلادهم، بل وتم تصويره على أنه "سوبر مان" لكن فقط بقميص فريقه الإسباني برشلونة، ويتحول إلى عبء عندما تتبدل ألوان قميصه إلى الأزرق والأبيض، حتى إن استفتاء قبل المونديال أجرته الصحيفة الأكبر والأكثر انتشارا في الأرجنتين "كلارين"، كشف أن 60% من أنصار منتخب "التانجو" غير مقتنعين باختيار البطل الكتالوني ضمن قائمة منتخبهم المشاركة في المونديال، إلا أنه من المؤكد أن قناعات هؤلاء تبدلت تماما بعد الأداء الذي ظهر عليه ميسي خلال ال180 دقيقة التي قاد خلالها الأرجنتين إلى فوزين متتاليين ووضعها كأول المرشحين لنيل اللقب. وتبقى موجة التفاؤل الأرجنتينية تلك مهددة بالنسف مع دخول البطولة مراحلها المتقدمة، حيث لم يغب بعد عن أذهان معظم عشاق "التانجو" الأداء المبهر لمنتخبهم في المونديال الأخير بألمانيا والمماثل لما يقدمه رفاق ميسي حاليا، قبل أن تسقط آمالهم على يد الألمان في الدور ربع النهائي. ويبقى التساؤل الأكبر بشأن المدرب الحالي دييجو مارادونا وقدرته على استغلال قدرات ميسي بصورة مثالية وتوظيفها لتحقيق حلم غاب طويلا عن الأرجنتينيين.