عرضت حكومة جنوب السودان على الخرطوم أمس تقديم النفط بأسعار مخفضة والمساعدة المالية شريطة التخلي عن المطالبة بمنطقة أبيي المتنازع عليها بين الطرفين. وأكد الأمين العام لحزب الحركة الشعبية الحاكم في الجنوب باقان أموم إن حكومته على استعداد لتنفيذ هذه المقايضة إذا وافقت الحكومة السودانية عليها، وقال "هذه حزمة مقابل أن تضمن حكومة السودان سلامة أراضي الجنوب والتخلي عن أبيي لصالحنا". ومع أن الحكومة السودانية لم ترد رسمياً على ذلك العرض، إلا أن مسؤولاً كبيراً في حزب المؤتمر الوطني الحاكم سخر من تلك الأقوال، مؤكداً أن الحكومة لن تتنازل عن المنطقة بأي ثمن، وأنها لن تستجيب للضغوط وقال الدكتور ربيع عبد العاطي "ليس لدينا وقتاً لنهدره في الرد على هذه العروض السخيفة، لكن هناك تساؤلاً يفرض نفسه بقوة وهو: هل يعني حديث باقان اعترافاً ضمنياً من حكومته بأن أبيي شمالية؟". في سياق متصل هدَّدت مجموعة متمردة في ولاية الوحدة بدولة الجنوب بشن مقاومة عنيفة ضد سلطات الولاية، ودعت موظفي وكالات الإغاثة الإنسانية إلى المغادرة حفاظاً على سلامتهم. وقال بيان صادر عن جيش تحرير جنوب السودان "ندعو موظفي المنظمات غير الحكومية والأمم المتحدة إلى مغادرة ولاية الوحدة في مهلة أقصاها أسبوع واحد لضمان حياتهم، لأن شعب الولاية سيشن مقاومة عنيفة ضد الحكومة تتمثل في انتفاضات شعبية قد تشمل استخدام القوة".