حققت وزارة الدفاع والطيران بالمملكة عبر المسيرة الطويلة بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز، إنجازات بارزة لجهة حماية الأراضي السعودية وصيانة أمنها وسلامته، إضافة إلى حماية دول مجلس التعاون الخليجي. ففي مطلع نوفمبر 2009 نفذت جماعة الحوثيين اعتداءات على الحدود السعودية- اليمنية من خلال عملية تسلل أسفرت عن استشهاد جندي وإصابة 11 آخرين. وجاء رد المملكة سريعا وحاسما بإعلانها القيام بما يقتضيه الواجب في الحفاظ على أمن الوطن وحماية حدوده وردع المتسللين. وكان تنظيم الحوثيين قد اعترف في بيان بدخول الأراضي السعودية عبر الحدود مع اليمن ومهاجمة حرس الحدود السعودي. فالمملكة ومنذ تأسيسها، تقوم على مبادئ واضحة المعالم ألا وهي تحكيم الشريعة وإقامة العدل, وتنأى بنفسها عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول كافة، كما أنها وفي الوقت نفسه لا تسمح لكائن من كان بالتدخل في شؤونها، وترفض دوماً الانجرار إلى أية صراعات لا طائل منها، وتنأى بنفسها عن ذلك. وفي الوقت نفسه لم تتوان في التصدي للمعتدين وإلحاق الهزيمة بهم. وتمكنت القوات المسلحة السعودية من تكبيد المتسللين على الشريط الحدودي خسائر كبيرة عندما قامت بعملية تطهير لمواقع قريبة من الأراضي السعودية. وواصلت القوات المسلحة تأمين الحدود الجنوبية، فيما تولت القوات البحرية تمشيط السواحل البحرية. ووفقا لمحللين، فقد بلور ذلك الصراع اثنين من الاهتمامات السعودية الكبيرة، أولهما تمثل في حرمان إيران من إيجاد موطئ قدم لها في المنطقة، لا سيما بعد ظهور أدلة على دعم طهران للحوثيين، وثانيهما منع تنظيم القاعدة من استثمار ظروف الحرب والتسلل لتنفيذ أعمال ضد أهداف سعودية. اما في حرب تحرير الكويت أو حرب الخليج الثانية، فقد كان لمشاركة القوات السعودية في الدفاع عن الكويت ضد التهديدات العراقية، الدور الأكبر والمميز نتيجة لموقف القيادة السعودية الصلب في وجه الأطماع العراقية في ذلك الوقت ضد جيرانها. وبدأت بوادر الأزمة السياسية والاقتصادية بين الكويت والعراق منذ مؤتمر الجامعة العربية والذي عقد في بغداد عام 1990. وتبع ذلك تداعيات في العلاقات الدبلوماسية وتصعيد حرب إعلامية بين الدولتين الجارتين، سارعت على إثرها حكومة المملكة لاحتواء الأزمة وحلها بالطرق الدبلوماسية ضمن إطار العلاقات الإسلامية والعربية بين الدولتين الجارتين. فاستضافت المملكة في 31 يوليو 1990 المؤتمر الذي عقد في جدة بين الحكومة الكويتية والعراق. وفي ليلة الثاني من أغسطس عام1990 والمملكة في أوج جهودها الدبلوماسية لحل الأزمة بين الدولتين سلمياً غامرت القوات العراقية واجتاحت أراضي الكويت وسيطرت عليها وحشدت قواتها على حدود المملكة بطريقة عدوانية لا تنم عن حسن نية. ورغم ذلك بادرت المملكة بمبادرات سياسية ودبلوماسية ووساطات عربية وإسلامية ودولية، باءت كلها بالفشل والرفض من النظام العراقي. وفي 6 أغسطس تمت دعوة الدول الشقيقة والصديقة وأعدت خطة عمليات مشتركة عرفت باسم درع الصحراء للدفاع عن دول الخليج. وأسهمت القوات السعودية بكافة قطاعاتها بنصيب وافر في مراحل عمليات تحرير الكويت من خلال عمليتي درع وعاصفة الصحراء. وكان الدور البطولي للقوات المسلحة السعودية واضحا طيلة أيام العمليات. وبعد اكتمال تحرير الكويت ساهمت القوات المسلحة السعودية بإعادة الخدمات المدنية للكويت كمحطات الكهرباء والماء. كذلك ساهمت في إزالة الألغام من الطرق والمناطق الهامة. كما كانت القوات المسلحة السعودية المشاركة في حرب تحرير الكويت هي الثانية من حيث عدد المقاتلين بعد الولاياتالمتحدة، وقدمت عشرات الشهداء والمصابين في سبيل تلك المهمة العظيمة.