أكد المتحدث باسم المتمردين الحوثيين اليمنيين استعداد المتمردين للانسحاب من الأراضي السعودية التي يتمركزون فيها على الحدود مع اليمن، مقابل وقف العمليات العسكرية التي تقوم بها قوات المملكة ضدهم. وقال محمد عبدالسلام، في اتصال مع وكالة فرانس برس في دبي، الأربعاء 23-12-2009 "احتراماً لحسن الجوار واحتراماً لأواصر المحبة بين الشعبين وإثباتاً للحرص على حقن الدماء، لا مانع ان ننسحب من المواقع في السعودية شرط ان يوقف السعوديون العدوان، وعدم السماح باستخدام أراضيهم ضدنا". وذكر عبدالسلام أن "حل القضية بسيط، وما نطلبه دائماً هو احترام حسن الجوار ولا نطلب أن يكون هناك تفاوض دولة (السعودية) مع مجموعات شعبية (الحوثيون)، ونحن مستعدون للانسحاب من المواقع اذا أبدت السعودية قبولاً لهذا المبدأ". وأكد المتحدث أن "جوهر المشكلة مع النظام السعودي ليس الارض والحدود بل لاننا واجهنا العدوان اليمني من اراضيهم". وكان مساعد وزير الدفاع السعودي الامير خالد بن سلطان اعطى، أمس الثلاثاء، مهلة 24 الى 48 ساعة للحوثيين للانسحاب من موقع الجابري الذي يحتله المتمردون الحوثيون الزيديون في جنوب المملكة. كما أكد انتهاء القسم الاكبر من العمليات ضد الحوثيين التي بدأت مطلع تشرين الثاني (نوفمبر). الى ذلك، اكد عبدالسلام أن دخول الحوثيين الى الاراضي السعودية كان رداً "على عدوان السعودية بالطيران وبالزحف على اراضي يمنية في صعدة". وخلص الى القول إن "لغة الحرب ليست مقبولة معنا وهذا ما أثبتته 50 يوماً من الحرب. نحن لا نقبل لغة التهديد والحرب ليست حلا"، في اشارة الى تصريحات الامير خالد بن سلطان الذي توعّد بالقضاء على المتمردين الموجودين على الاراضي السعودية بعد انتهاء المهلة. وكانت السعودية دخلت خط المواجهات مع الحوثيين في مطلع تشرين الثاني (نوفمبر) بعد مقتل احد حراس الحدود السعوديين بنيران متمردين متسللين. وتؤكد المملكة أن قصفها يستهدف المتمردين المتسللين الى اراضيها كما يهدف الى منع عمليات التسلل، وإلى حماية أراضيها من خطر الحوثيين، الذي يؤكدون من جهتهم أن القصف السعودي يطال مناطق داخل محافظة صعدة، معقل المتمردين الحوثيين الزيديين. وتشنّ القوات اليمنية حرباً واسعة النطاق ضد الحوثيين منذ آب (اغسطس) الماضي، وهي سادس حرب في صعدة منذ اندلاع النزاع بين الطرفين في 2004. وأعلن مساعد وزير الدفاع السعودي في المؤتمر الصحافي ان 73 قتيلاً سقطوا خلال المواجهات مع الحوثيين على الحدود الجنوبية للمملكة منذ مطلع تشرين الثاني (نوفمبر)، فضلاً عن 26 شخصاً في عداد المفقودين.